بيان الطفلة الجميلة صاحبة الابتسامة الخلابة والتي ولدت العام 2007 بولادة طبيعية مكتملة النمو وتتمتع بصحة جيدة لا يشوبها اي عيب فقد كانت حلم كل أم لأنها جميلة وذكية ومفعمة بالنشاط والحيوية، ترعرعت بين كنف والديها وجديها تمرح وتلعب وتملأ البيت بضحكات الطفولة وكانت مراحل نموها لا يشوبها شيء فقد استطاعت ان تحبو ومن ثم ان تمشي بوقت مبكر جدا وهكذا تطور نموها الجسدي والعقلي من دون اي مشاكل تذكر كأقرانها من الاطفال ممن في عمرها الصغير حتى بلغت الاربعة اعوام. فكان لا بد ان تلتحق برياض الاطفال من اجل ان تتعلم وتلهو مع بقية الاطفال وكانت طفلة متميزة بشهادة معلماتها فكانت تكتسب المعلومات سريعا وتردد الاناشيد والسور القرآنية عن ظهر قلب وتطرح الأسئلة وتبحث عن الاجابات حتى لمع نجمها بين بقية الاطفال وكم كانت سعادة والدتها عندما علمت ان ابنتها تتمتع بقدر من الذكاء والنشاط.. صدمة والدتها لكن يبدو ان كل شيء جميل لا يدوم في هذه الحياة فقد كانت ليلة لا تنسى من العام 2011 عندما وضعتها والدتها في السرير وغطتها بنفسها من اجل ان تسقبل غدا أفضل لها وعند صبيحة اليوم التالي عندما سارعت والدتها الى ايقاضها كي تكون مبكرة الحضور لروضتها حدث ما لم يخطر على بال الجميع.. فقد وجدت الأم فلذة كبدها أشبة بقطعة جليد جامدة فلم تكن تلك الطفلة الحيوية كعادتها فلم تقفز من سريرها ولم تقبل جبين والدتها فقد غابت ابتسامتها وجحضت عيناها ولم تستطع الحراك او حتى الوقوف وكلما حاولت والدتها ان تحدثها او ان تحاول وضع قدميها على الأرض كانت تقع ولا تستطيع النطق ولا حتى الابتسامة ولا حتى طلب المساعدة والبكاء على حالها وكأنها فقدت حواسها فجأة.. اسرعت تلك الام المصدومة والمتألمة لحال طفلتها الى اقرب مستشفى للنظر في حالتها فكان الهم أكبر عندما أغمي على تلك الطفلة مرارا وتكرارا امام ناظر والدتها والكادر الطبي الذي وقف عاجزا عن تفسير هذه الحالة التي تمر بها هذه الطفلة الصغيرة التي لم تتجاوز الاربعة اعوام حتى تم تشخيص مرضها بإصابتها بالتهاب الفيروس الدماغي السحايا ومن هنا بدأت معاناة الطفلة بيان التي أصبحت جسدا بلا روح لا يمكنها ان تحرك اي عضو منه، جسد هامد بعيون مفتوحة فقط.. امتحان إلهي وكلت تلك الأم امرها الى الله ورضيت بقضائه واعتبرته امتحانا إلهيا لصبرها فكانت تتابع ابنتها وتترد على المستشفيات تنشد العلاج حتى بدات بيان تستعيد تدريجيا قدرتها على المشي وبدات عضلات جسدها المرتخية تتحسن تدريجيا وان كان هذا التحسن بشكل بطيء جدا حتى تمكنت بيان فصيحة اللسان سابقا ان تنطق كلماتها الاولى من جديد بعد ان فقدت النطق. ولم يتبق لبيان سوى ان تلتحق بمراكز التأهيل المناسبة التي تعينها على استعادة الفهم والنطق والتعلم ولكن للأسف قوبلت هذه الأم بواقع آخر أكثر مرارة من الواقع الاول فقد كانت تلك المراكز ترفض حالة بيان لعدم وجود المختصين بهذه الحالة ووجدت والدتها نفسها امام مفترق الطريق أما ان تكتفي بهذا التطور الوظيفي واللغوي الضعيف لدى ابنتها وتركنها في المنزل تلاطم جدران البيت بسبب قلة الاحسان والمساعدة لها او أما ان تستنجد بالمسؤولين المعنيين بمساعدة هذه الطفلة لتستعيد روحها من جديد وترجع وردة البيت كسابق عهدها خاصة وانها بلغت اليوم عمر التسع سنوات تترقب بعينين بريئتين من ينتشلها من الظلمة التي وقعت عليها.. نداء البراءة هو نداء من طفلة بريئة لم يكن لها يد بمرضها الذي فرض عليها كضيف ثقيل تحاول التخلص منه لتبدأ حياتها كبقية الاطفال، تدعوكم اصحاب القلوب الرحيمة ان تاخذوا بيدها من خلال مساعدة والدتها في إيجاد مركز متخصص بمثل حالتها العقلية والذهنية خاصة وان والدتها تطمح الى وجود وتفعيل مركز تاهيلي لرعاية هذه الحالات تحت مسمى ابنتها بيان.. فقد انطلقت لديها فكرة انشاء هذا المركز على ارض الواقع بعد ان رفضت المراكز الاخرى استقبال حالة ابنتها الصحية مع وجود عدد من الحالات المشابهة لمرضها ويعانون الامرين نتيجة رفض هذه المراكز لهم لتكن رسالته خذ بيدي تجدني معك وفي خدمتك وحمايتك برؤية واهداف واضحة ومنها إعادة تاهيل ذوي الإعاقة الذهنية والعقلية وتنمية عملية التواصل من خلال تعليمهم فن التخاطب وتطوير الذات والاعتماد على النفس والتغلب على التشتت الفكري وفرط الحركة وتحفيز عقولهم ليصبحوا اشخاصا فاعلين ومؤثرين وقادرين على مساعدة انفسهم ومجتمعهم مقتدية بقول الله تعالى ومن احياها فكانما أحيا الناس جميعا.
مشاركة :