أسعد دبا الفجيرة جماهيره وحقق أكبر مفاجآت دوري الخليج العربي هذا الموسم بالفوز التاريخي المثير الذي انتزعه من ضيفه الجزيرة 4-2 خلال اللقاء الذي جمعهما أمس الأول على الملعب الفجراوي ضمن مواجهات الأسبوع الرابع، لتصبح الفرحة الدباوية فرحتين فرحة بالعيد وفرحة تذوق طعم الفوز الأول وحصد 3 نقاط ثمينة من براثن فريق مرشح بقوة لنيل لقب البطولة. أهمية الفوز التاريخي أنه جاء على حساب فريق كبير مثل الجزيرة، ليستعيد النواخذة ذاكرة اليوم الخالد في 15 فبراير / شباط 2013 عندما أسقطوا العين في عقر داره 1-صفر وذلك في أول مشاركة لدبا في دوري المحترفين. وكان بارزاً ما فعله أحمد طارق الخديم بطريقة هدفه التي جاءت بأسلوب النجوم العالميين، علماً ان اللاعب الذي اختير الأفضل في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي هو مشروع نجم كبير قادم بقوة لصفوف الأبيض ، ويستحق نظرة من المدرب المهندس مهدي علي. عموماً، استحق النواخذة الفوز بفضل الروح القتالية والحماسة الكبيرة التي لعب بها الفريق ، ويحسب لالماكر الألماني بوكير تفوقه الخططي والتكتيكي في شوط اللعب الثاني واستغلال عنصر المباغتة والاندفاع الزائد عند منافسه الجزيرة وقلب موازين المباراة بعد أن دانت السيطرة لفخر أبوظبي منذ صافرة البداية لكنها لم تكن وحدها كافية في تأمين الفوز في ظل الخلل الواضح في الدفاعات الجزراوية ، بجانب إهدار العديد من الفرص السهلة قبل أن يقلب أصحاب الأرض الطاولة بسلاح المرتدات والهجمات العكسية المضادة التي أسفرت عن ثلاثة أهداف في الحصة الثانية كانت كفيلة بحسم الجولة لصالح النواخذة ، وتعزيز الطموح المشروع للوافد الجديد في احتلال مركز آمن في منظومة المحترفين رافعاً رصيده إلى 4 نقاط، فيما أعطت الخسارة درساً للاعبي الجزيرة أن الفيصل في الملعب الجهد والعطاء ، وليس للنجوم والأسماء ليتعثر فخر أبوظبي في سباق الصدارة ويتجمد رصيده هذا الأسبوع عند نقاطه الست السابقة. عمل دبا يشبه المصور وصورته بوكير: ما زلنا تلاميذ في مدرسة الدوري أكد الألماني ثيو بوكير مدرب دبا الفجيرة سعادته بالفوز التاريخي وحصد 3 نقاط ثمينة تمنح فريقه المزيد من الثقة والمسؤولية في المباريات القادمة، وقال أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع هذه النتيجة ولكننا كنا نمني النفس أن يؤدي فريقنا كرة قدم حقيقية وأن يلعب كمجموعة واحدة بغض النظر عن الأسماء الكبيرة التي تزخر بها صفوف الفريق المنافس. واعتبر بوكير أن الفوز الذي حققه فريقه يسهم في منح الجهازين الفني والإداري واللاعبين فرصة العمل في ظروف وأجواء أكثر إيجابية وأقل تشنجاً، منوهاً إلى أن دبا من الفرق التي ما زال أمامها الكثير لتتعلمه لكي تصارع عمالقة دوري الخليج العربي ما يجعل من كل نقطة يكسبها قيمة كبيرة خاصة أن الطموحات والرغبة كبيرة في البقاء بمنظومة المحترفين وإيجاد موطئ قدم في المنطقة الدافئة. وعن تعليقه على مجريات المباراة والجوانب الفنية قال بوكير ان دبا كان محظوظاً في الشوط الأول قياساً بالفرص الكثيرة التي سنحت للمنافس وحالة الارتباك والرهبة التي كان عليها فريقه خاصة في الدقائق الأولى من عمر المباراة نظراً لصغر أعمار لاعبيه وهم يقابلون فريقا بحجم الجزيرة ولاعبين عالميين لهم تجارب في الدوريات الأوروبية أمثال فارفان وفوزينتيش ونيفيز ولكن مع مرور الوقت بدأ الفريق يعود لأجواء المباراة ويؤكد قدرته على التفوق وإحراز الأهداف رغم أن تركيزنا الكبير كان على الجانب الدفاعي لاسيما أننا نعلم أن أولى بوادر النجاح أمام الفرق الكبيرة تتمثل في تعزيز الجانب الدفاعي وضرورة تأمين النسق والإيقاع الذي تستطيع به مجاراة فرق دوري المحترفين، مقدما التهنئة لإدارة النادي والجمهور الدباوي بالفوز والأداء البطولي، ومشيداً بحماس لاعبيه الذين تعاملوا بمسؤولية وأثبتوا أنهم على قدر التحدي. وعن فك عقدة العقم الهجومي التي عانى منها الفريق كثيراً في الجولات الثلاث الماضية أشار المدرب بوكير الى أن دبا كان ينقصه التركيز عند اللمسة الأخيرة، مستشهداً بالمصور الفوتوغرافي الذي يحتاج لضبط الكاميرا قبل التصوير لان سنتميرات قليلة يمكن أن تشوه الصورة. ولم يخف المدرب الألماني تفاؤله بان تشهد الجولات المقبلة مزيداً من التألق الدباوي خاصة مع ارتفاع درجة التناغم والانسجام بين عناصر الفريق. وحول توقعاته لمباراة العين في الجولة الخامسة من عمر الدوري أكد بوكير أنها لا تقل صعوبة عن المباريات السابقة وإن كان العين يصنف من أقوى فرق الدوري وعلينا أن نلعب بنفس الروح والتحدي وأن نضع في اعتبارنا أن المباراة 11 لاعبا ضد 11 لاعباً بغض النظر عن الاسماء وفارق الإمكانيات . عموماً لكل مباراة ظروفها الخاصة كما أنه لا يمكن أن تحقق في كل مباراة نفس النتيجة ولكن يجب أن تسعى جاهداً لتحقيق طموحاتك. ابيل براغا: أنا محبط أبدى البرازيلي ابيل براغا مدرب الجزيرة تحسره على الخسارة التي مني بها فريقه أمام دباالفجيرة والفرص الكثيرة التي تسابق لاعبوه في إهدارها، مؤكداً أن الفريق لم يحسن الاستفادة من الفرص المتاحة رغم وفرتها ، وألقى باللائمة على الأخطاء الفردية والدفاعية التي وقع فيها لاعبوه خلال الشوط الثاني رغم تحذيراته لاعبيه طوال الأيام الماضية من خطورة مرتدات فريق دبا الفجيرة، لكن يبدو أن لاعبي الجزيرة لم يستوعبوا الدرس، مشيراً إلى أنه محبط من هذه النتيجة. وأضاف براغا أن لاعبي الفريق المضيف قدموا مباراة على قدر كبير من المسؤولية يستحقون عليها الإشادة ونجحوا في الفوز على الجزيرة باتباع أسلوب التكتل الدفاعي والاعتماد على السرعة في الارتداد المعاكس الذي يجدونه على الرغم من السيطرة الفعلية للاعبيه. ورفض المدرب براغا ان يكون لغياب عدد من اللاعبين الأساسيين أي تأثير في الأداء أو النتيجة، مؤكداً أنهم يلعبون كمجموعة، وقال: دفعت باللاعب أحمد العطاس بديلاً لمبخوت المعاقب، حيث ظهر العطاس بمستوى جيد أمام الشارقة وسجل هدفاً، لكن الحظ لم يقف معه امام دبا الفجيرة وقمت باستبداله أثناء المباراة. وفيما يتعلق بتراجع مستوى فوزينتيش والبرازيلي تياغو نيفيز الذي غادر الملعب بعد التعديل غاضباً أكد براغا أن مواطنه نيفيز قدم مباريات جيدة في بداية الدوري لكنه في نفس الوقت لم يوفق أمام دبا وكان من الطبيعي أن يغادر أرضية الملعب وهو حزين وفريقه خاسر للنتيجة، وأشار إلى انه لم يكن محتجاً على تبديله، مشيراً إلى أن فوزينتيش لاحت له فرص في الشوط الأول وصدت له العارضة الدباوية تصويبة قوية في أول 5 دقائق لانطلاقة المباراة. وفي رده على سؤال يتعلق بمدى تأثير الهزيمة في وضعية فريقه على الروليت العام أكد براغا أن مشوار الدوري لا يزال طويلاً وفي اعتقادي أن خسارة النقاط الثلاث أمام فرق المؤخرة من الصعب تعويضها، مشيراً إلى أن الثبات في النتائج هو الذي يقود الفرق لتحقيق الألقاب، وأما النتائج السلبية فحتماً ستقودنا للوراء، كما نفى أن يكون تراجع العامل البدني وراء الخسارة، مشيراً إلى أن اللاعبين يتمتعون بمستوى لياقي عال ولكن معضلة الجزيرة تكمن في أنه بالرغم من قدرته الفائقة في التسجيل تستقبل شباكه أهدافاً بسهولة كبيرة وهذه مسألة لابد أن نعالجها لأننا نعلم جيداً أن حظوظنا في الفوز بالألقاب يعتمد بشكل كبير على قوة الأداء الدفاعي الجماعي للفريق. الضنحاني: طموحات دبا كبيرة حرص أحمد سعيد الضنحاني رئيس مجلس إدارة دبا الفجيرة على تهنئة اللاعبين والجهاز الفني والإداري على الفوز التاريخي الغالي ومواصلة سلسلة النتائج الجيدة مشيداً بالأداء القوي المصحوب بالحماس والروح القتالية، مطالباً اللاعبين بمواصلة العطاء بذات المستوى والعمل على تجويده وتقديم الأفضل خلال الاستحقاقات المقبلة خاصة وأن الآمال والطموحات الدباوية كبيرة في البقاء واحتلال موقع أمن على خريطة الدوري مجدداً الثقة في نجوم الفريق والمدرب بوكير ومؤكداً أن إدارة النادي لن تألوا جهداً في دعم الفريق وتهيئة الأجواء حتى يواصل النواخذة مسيرة التفوق في ركب المحترفين. نجارين: القادم أفضل أكد اللبناني بلال نجارين مدافع دبا الفجيرة وأبرز نجوم المباراة ان الفوز الذي تحقق يعتبر عيدية لجماهير دبا الفجيرة، مشيراً إلى ان ال 3 نقاط التي انتزعها فريقه من فك فرقة العنكبوت ستمنحهم أكبر دافع لباقي الجولات وأيضاً ستعطيهم جرعة ثقة جديدة، منوها إلى ان الفوز جاء في وقته المناسب وفريقنا يستحق البقاء في دوري الأضواء والشهرة قياساً بما قدمه من مستوى جيد حتى الآن في المسابقة. وتابع أقول لجمهورنا إن القادم سيكون أفضل بمشيئة الله. محمد قاسم: الفوز عيدية عبر محمد قاسم ليبرو دبا الفجيرة عن سعادته بالفوز الكبير الذي حققه فريقه على الجزيرة في واحدة من أقوى مواجهات الدوري، وأشار أن دبا استحق الفوز عن جدارة لأنه كان الأكثر تنظيماً وحماساً وجدية وأدى لاعبوه بقوة وتركيز مع الالتزام بتوجيهات المدرب بوكير، وتمكنا من سحب البساط من تحت أقدام الفريق الجزراوي، مهدياً الفوز لإدارة النادي وعيدية للجمهور الدباوي، معرباً عن أمله في أن يواصل لاعبو الفريق بذات المستوى والأداء ويكونوا عند حسن أنصار الفريق.