أدلى الكاتالونيون أمس بأصواتهم في انتخابات محلية مبكرة تتمحور حول استقلال هذه المنطقة الواقعة شمال شرقي إسبانيا، ويمكن أن تؤثر تلك الانتخابات في مستقبل البلاد واقتصادها. ويقطن كاتالونيا التي تعد منطقة أساسية لإسبانيا نظرا لأهميتها الاقتصادية والديموجرافية نحو 7.5 مليون نسمة من أصل عدد سكان إسبانيا البالغين 46.4 مليون، وهذا ما يجعل منها المنطقة الثانية من حيث عدد السكان بعد الأندلس (8.4 مليون) وقبل مدريد (6.3 مليون). وبحسب إحصائيات أوردتها "الفرنسية"، فإن كاتالونيا كانت أغنى منطقة في إسبانيا خلال 2014، حيث ساهمت بحدود 18.9 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي، أمام مدريد (18.7 في المائة)، ويبقى إجمالي ناتجها المحلي على صعيد الفرد أعلى من المتوسط (22.780 يورو) وبلغ 26.996 يورو في 2014. ويتمركز في المنطقة أكثر من 586 شركة وأكثرية ساحقة جدا من الشركات الصغيرة والمتوسطة، بينها 2150 شركة توظف كل منها أكثر من 200 شخص. وتتخذ شركة مانجو العملاقة للنسيج منها مقرا، وكذلك شركة غاز ناتورال العملاقة، وتمتلك فيها مجموعة فولكسفاجن مصنعا لإنتاج ماركتها سيات. وتعتبر نسبة البطالة في كاتالونيا أدنى من النسب المسجلة في بقية أنحاء البلاد، وكانت في الفصل الثاني19.1 في المائة من الأيدي العاملة النشطة، في مقابل 22.37 في المائة على المستوى الوطني. وحصلت إسبانيا ربع صادراتها من كاتالونيا في 2014، ومنذ عام 2011، تصدر المنطقة إلى الخارج مزيدا من السلع التي تفوق ما تبيعه في إسبانيا. وبحسب وزارة الاقتصاد، فقد اجتذبت المنطقة العام الماضي 17 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في إسبانيا، أي 2.9 مليار يورو، وهو رقم يقل نحو 16 في المائة مقارنة بـ2013. وتعد الديون إحدى أهم نقاط ضعفها، وتشمل 23.8 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي، وهو ما يجعل منها المنطقة الثالثة الأكثر مديونية في إسبانيا في الفصل الثاني من 2015، خلف فالنسيا وكاستيا - لا مانشا. وتؤكد المنطقة أنها تسجل منذ سنوات عجزا بالنسبة إلى الدولة (الفارق بين ما تقدمه كاتالونيا بمنزلة ضرائب إلى الدولة وما تحصل عليه في المقابل)، وحددته بـ 5.7 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي في 2011، كما تفيد الأرقام الأخيرة المتوافرة. وتحتج مدريد على هذا الرقم وتتحدث عن عجز يناهز 8.5 مليار يورو، أي 4.35 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للمنطقة في 2011، وفي 2012، حددته الحكومة المركزية بـ 7.5 مليار، أي 3.75 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. وتعد كاتالونيا مع عاصمتها برشلونة وشواطئ كوستا برافا، المنطقة الإسبانية التي تجتذب أكبر عدد من السائحين الأجانب، وقد زارها أكثر من 16.8 مليون في 2014، أي ربع إجمالي الأجانب الذين استضافتهم البلاد. ومطارها هو الثاني في البلاد، بعد مطار مدريد، وقد استقبل في العام الماضي، 37.6 مليون مسافر، وكان مرفأها الثالث في 2013، بعد مرفأ الجزيرة الخضراء (الخيثيراس) وفالنسيا، كما تفيد الإحصاءات المتوافرة للمجلس العالمي للنقل البحري.
مشاركة :