أكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن التكتل سيتفق مع الهند على استئناف المحادثات التجارية المتوقفة منذ مدة طويلة خلال قمة للقادة مرتقبة غدا، في وقت يدفع فيه التوتر مع الصين بالطرفين إلى تعزيز تعاونهما. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي أمس، "بعد نحو ثمانية أعوام على تعليق محادثات التجارة الحرة، سنتفق على استئنافها"، مضيفا أن ذلك "سيفسح المجال للتوصل إلى اتفاق محتمل للتجارة الحرة بيننا". ويزداد الزخم لتوطيد العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وأكبر ديمقراطية في العالم في وجه تنامي نفوذ بكين، وفقا لـ"الفرنسية". وتوقفت المحادثات التجارية بين الطرفين عام 2013 بعدما اصطدمت بخلافات تتعلق بخفض الرسوم الجمركية وقدرة العمال الهنود على الوصول إلى أوروبا. وأفاد المسؤول الأوروبي أن بروكسل تأمل التوصل إلى "اتفاق طموح وشامل ومفيد للطرفين" مع الهند، لكن لم يتضح بعد إن كانت نيودلهي ستخفف نهجها الحمائي التقليدي. وقال "نعتقد أن هذه إحدى مجالات التعاون بين الاتحاد الأوروبي والهند، حيث المكاسب السياسية، كما الاقتصادية والاستراتيجية، هي الأكبر". ويأتي تحرك التكتل لاستئناف المفاوضات في وقت تسعى فيه بريطانيا أيضا إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع الهند. وأكدت الحكومة البريطانية الثلاثاء أنها ستطلق محادثات تجارية رسمية مع الهند أواخر العام الجاري بعدما اتفق الطرفان على حزمة أساسية لتعزيز التجارة والاستثمار بينهما. وأعلنت الهند أمس، تسجيل أعلى حصيلة يومية حتى الآن جراء كوفيد - 19 قاربت أربعة آلاف وفاة و412 ألف إصابة جديدة، فيما حذرت السلطات من "موجات جديدة" ستواجهها البلاد. وعدّ ك. فيجاي راجافان كبير المستشارين العلميين للحكومة الهندية مساء الأربعاء "موجة ثالثة حتمية، نظرا إلى المستويات المرتفعة من الإصابات حاليا". لكنه أضاف خلال مؤتمر صحافي "لا نعرف تماما في أي وقت ستحصل هذه الموجة الثالثة، علينا أن نستعد لموجات جديدة". غير أن حكومة ناريندرا مودي رئيس الوزراء تمتنع عن إعلان إغلاق عام. وفي مواجهة تأزم الوضع الصحي، قررت عدة مناطق بينها العاصمة نيودلهي وولايتا بيهار وماهاراشترا، فرض الحجر على سكانها. وتشير ولايات أخرى أيضا إلى زيادات حادة في عدد الإصابات، وبينها البنغال الغربي وكارناتاكا وكذلك كيرالا التي أعلن رئيس وزرائها بينارايي فيجايان الخميس حجرا لمدة أسبوع. وتواجه الحكومة المركزية انتقادات متزايدة وحتى شكاوى أمام المحاكم بسبب إدارتها الأزمة الصحية، في ظل الوضع المأساوي للنظام الصحي الذي يعاني تداعي مرافقه وسوء التمويل. ومع انقطاع الأكسجين ومواد طبية أساسية، تعجز المستشفيات المكتظة بالمرضى عن استقبال مزيد من المصابين الذين يتكدسون أمامها وهم يعانون ضيقا حادا في التنفس، فيلفظ بعضهم أنفاسه الأخيرة عند أبوابها. وتوفي 11 شخصا ليل الأربعاء الخميس في مستشفى قرب مدينة شيناي "مادراس سابقا" في جنوب الهند بسبب هبوط الضغط في أنابيب الأكسجين، على ما أفادت صحيفة "تايمز أوف إينديا" أمس. وكتبت ديفلينا شاكرافارتي المديرة العامة لمستشفى أرتيميس في جورجاون قرب نيودلهي في تغريدة "علق استقبال المرضى لمدة غير محددة، بسبب انقطاع الأكسجين". وأعلنت حكومة نيودلهي أنها بحاجة إلى 700 طن من الأكسجين في اليوم لمستشفياتها، غير أن المحكمة العليا تبلغت الأربعاء أنه سيتم نشر ما لا يتعدى 585 طنا. وأمام التهديد بمقاضاة الحكومة المركزية بتهمة ازدراء المحكمة، قال محاموها "إن حاجات نيودلهي تقتصر على 415 طنا". من جهتها، عدت المحكمة العليا في أباد في ولاية أوتار براديش أن ترك هذا العدد من الناس يموتون هو "عمل إجرامي يرقى إلى الإبادة". وتفيد مستشفيات في كالكوتا وبنجالور ومدن هندية كبرى أخرى بنقص خطير في المواد والإمدادات. وإزاء تصاعد الغضب، أعلن البنك المركزي الأربعاء رصد 6.7 مليار دولار من القروض بشروط ميسرة تمنح لمنتجي الأكسجين واللقاحات والأدوية وكذلك للمستشفيات. وهب المصرف المركزي الهندي لمساعدة البلاد على تطويق الموجة الثانية المدمرة من وباء كوفيد - 19، معلنا قروضا بفوائد مخفضة لقطاع الصحة. ووفقا لـ"الفرنسية"، قال شاكتيكانتا داس محافظ البنك الاحتياطي الهندي، "إن القروض ستكون متاحة حتى 31 آذار (مارس) من العام المقبل"، ووعد باتخاذ إجراءات "غير تقليدية" إذا تفاقمت الأزمة. وأضاف داس "إن الهدف المباشر هو حماية حياة الإنسان واستعادة سبل العيش بأي وسيلة ممكنة". ومع ذلك، لم يوص حاكم المصرف المركزي بفرض إجراءات عزل على مستوى البلاد، بما أن قيودا فرضت في المناطق المتأثرة بشكل خطير بانتشار الفيروس. وأوضح شاكتيكانتا داس "يجب التصدي لهذه السرعة المدمرة التي يؤثر بها الفيروس في مناطق عدة في البلاد، بإجراءات سريعة وواسعة ومتتالية ومبرمجة بشكل جيد". وقال "إن هذه الإجراءات الجديدة تهدف إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية الطارئة في أثناء الوباء عبر السماح للمصارف بتسهيل منح قروض بفوائد متدنية للمستشفيات ومنتجي الأكسجين حتى المرضى". وأضاف داس أن "البنك المركزي سيمهل بعض الشركات التجارية وقتا إضافيا لسداد قروضها من أجل دعم الاقتصاد".
مشاركة :