ماذا حل بالتشجيع في مدرجات كرة القدم؟ أتساءل عن مستواها الثقافي والأخلاقي والفكري، في دوري الخليج العربي بالذات لأنها المسابقة الأهم التي تستأثر باهتمام الجماهير على اختلاف انتماءاتها وميولها، ماذا يريد الإخوة ممن يتعمدون إثارة الأحقاد والمشكلات، من خلال الهتافات الغريبة التي تستهدف خروج لاعبين بعينهم عن شعورهم للرد عليها؟ هل هذه هي الأخلاق التي أوصى بها رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهل هذه هي أخلاق العربي أياً كان؟ وهل هذه هي الأخلاق التي ربانا عليها المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وهل وهل؟ إلى آخر المنظومة حتى نصل إلى القناعة التامة بأن هناك حالة صارخة من حالات الخروج عن النص بدأت تستفحل في مدرجات ملاعبنا. } هناك للأسف مستوى وضيع من الهتافات المسيئة، ونسمع في المدرجات لأول مرة سبّاً وقذفاً، والمرء بالفعل يستحي من مجرد الاستشهاد بذلك، ولا مجال مطلقاً لإعادة ذكر السباب أو استرجاع مشاهده أمام أعين المتلقي، وأدعو كل من يتلفظ بمثل هذه الألفاظ أن يستدرك وجود ابنه، أو ابنته، أو أمّه، أو أبيه، أمام شاشة التلفاز حتى يراجع نفسه، لأننا لسنا في شارع قد يتسرب إليه بعض الرعاع، فالمفروض أن الجمهور رياضي وعنده ما نسميها بالأخلاق والروح الرياضية. } المسؤولية مشتركة وعلى عاتق كل أطراف اللعبة، فعلى إدارات الأندية أن تكون حازمة وقوية مع جمهورها، وعلى اتحاد الكرة أن يحاسب الأندية في مرحلة تالية على تجاوزات جماهيرها، بالغرامات والحرمان من اللعب على أرضها وحسم النقاط إذا لزم الأمر، فالسكوت على ما يحدث سلبية كبيرة واشتراك وتورط في الخطأ. ومن الزاوية نفسها يمكن الوقوف عند البدع والتقليعات التي يقدم عليها اللاعبون، من خلال قصّات الشعر أو الصبغات أو الحركات التي يقدمون عليها عند الاحتفال بتسجيل الأهداف، فأغلبها غريب ومثير للاستياء، ولا يعبر عن عاداتنا وسلوكاتنا، فضلاً عن كونها لا تليق. يجب أن يكون هناك خط أحمر في السلوك والتشجيع، حتى لا نتمادى في طريق آخرته سيئة على كل الصعد، ولن نجني منه سوى التعصب والفتن والمشكلات. } وبعيداً عن موضوعنا، نتمنى للأهلي التوفيق اليوم في مباراته المهمة والصعبة مع الهلال السعودي في ذهاب دوري أبطال آسيا، وان شاء الله يحقق نتيجة إيجابية تسهل مهمته في مباراة الإياب.
مشاركة :