مبارك الرصاصي * عثرات العمل ومعوقاته، ليست دائماً ضدك وعليك، فأحيانا تحدث حتى تنبهك وتفيق، ولتفهم مواقف لم تكن لتفهمها، ولترى أشياء، لم تكن لتراها. أثناء سيرنا ، وخلال مواكبة الأحداث، تبرز العديد من المنعطفات والمتاهات، وتسبب لنا الوقوع في العراقيل، ما يستدعي اللجوء لمن نسترشد به، ونستأنس برأيه، فنستمع إلى من يظهر لنا مكامن الضعف والخلل، ومؤشرات الضعف والوهن، ويدعم رأيه بالحجة والبرهان، حتى يشتد عودنا، ونكون أكثر صلابة ومنعة، في مواجهة التحديات والصعوبات. * لا أحد ينكر أو يختلف على قوة ودور وسائل الإعلام، وتأثيرها في الرأي العام، حيث تعتبر شريكاً فاعلاً، ومساهماً مؤثراً في صنع الأحداث، وفرض القرارات، ويمكن تصنيفها، إحدى أدوات المراقبة القوية، وباتت تستشرف وتتنبأ بالأخطاء، وتجتهد في صنع الآراء، بإبراز الإيجابيات وصوره، والسلبيات بأشكاله، وتدعو إلى التثقيف، والتصحيح والمعالجة، ولديها القدرة على التغيير من بوابة الضغط الإعلامي والجماهيري. ويوجه البعض لهذه القنوات سهام وأصابع الاتهام، بتعمدها صنع الإثارة، وتأجيج الشارع الرياضي، الذي قد يستغله البعض نحو تحقيق مآربه وميوله، وتوجهات تستخدم لتحقيق المصالح الشخصية، وأن البرامج سلكت مخرجاً مغايراً، لتبحث في الخلافات والمشاحنات، من الهمز واللمز، وتراشق بالألفاظ، وتبادل الاتهامات، وأصبحت مشاهد معادة ومكررة، بعيداً عن رسالة الإعلام الموضوعية، والمضمون الهادف المقبول، ولا نختلف على أن مثل هذه الممارسات تشكل خروجاً عن النص الإعلامي. * وفي المقابل قيام بعض إدارات الأندية، في الآونة الأخيرة، بمقاطعة أو منع التعامل مع الأجهزة والقنوات التلفزيونية، أو إصدار بيانات تنديد وتهديد، بمحاولة تكميم الأفواه، ولجم الأصوات، ليس من الصالح العام، لدرجة أن تتجرد بعجزها وقدرتها في اتخاذ القرارات، نتيجة تأثرها بالانتقاد، وما يحدث في كواليس الصحافة، أو ردهات البرامج، من خلال ما يطرح، على الساحة الكروية، ما يثبت عدم قدرتها على أداء أدوارها، وهو دليل على الضعف والفشل، والخوف من جماهيرها، ما قد يتسبب، في حرجها، لانتقاد أسلوب العمل. * علينا ألا نقلل أو نبخس من شأن الدور الإعلامي، في إطار المنظومة الرياضية، من استفادة الأندية والرأي العام، بمختلف مكوناته، من الرسالة الإعلامية، في الوقت الذي ننادي ونتغنى فيه بالشفافية والموضوعية، وتطبيق الحوكمة، لترسيخ هذه المبادئ والأسس وتطبيق القوانين والتشريعات، ولا يمنع ذلك وجود المتعة والإثارة، وفق القيم الإعلامية والأخلاقية، دون الخروج عن المهنية. alrasasi355@gmail.com
مشاركة :