تشهد جمهورية تترستان الروسية، اليوم الأربعاء، حداداً شاملاً غداة حادث إطلاق نار دامٍ داخل مدرسة، أثار صدمة وجدلاً داخل السلطة الروسية حول قواعد حيازة الأسلحة النارية واستخدام الإنترنت. ووضعت أكاليل الزهور والألعاب والشموع خلال الليل أمام المدرسة الرقم 175 في مدينة قازان عاصمة تترستان، حيث قُتل سبعة أطفال وشخصان. ونكست الأعلام فوق المباني العامة، وذكرت وسائل إعلام محلية أنه من المقرر تشييع أول الضحايا خلال النهار. وقد اقتحم إلناز غاليافييف (19 عاما) هذه المدرسة صباح أمس الثلاثاء قبل أن يفتح النار ببندقية. وأظهرت مشاهد صادمة بثها شهود عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطفالا ومراهقين يقفزون من نوافذ المبنى المكون من ثلاثة طوابق للهروب من إطلاق النار. وكان الأطفال الضحايا الصف التكميلي الثالث أي تراوح أعمارهم بين 13 سنة و14. والضحيتان الأخريان هما مدرّسة وموظفة في المدرسة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوردت وكالة «تاس» للأنباء أن إلفيرا إغناتيفا (25 عاما) كانت مدرسة لغة إنكليزية. ونقلت عن مصدر في الشرطة أنها حاولت إنقاذ التلامذة قبل إطلاق النار عليها. وقد أوقفت الشرطة المهاجم الذي فجر عبوة ناسفة، بحسب المحققين، قبل دخول المدرسة. وأُدخل المستشفى ما مجموعه 21 شخصا هم 18 طفلا وثلاثة بالغين، علماً أن ستة من القصّر في وضع خطر. وأظهر شريط فيديو بث عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتلفزيون الروسي مطلق النار وهو عاري الصدر ومغطى بالدماء في زنزانة يقول إنه خطط لفعلته «لأنني أكره الجميع». ومن المقرر أن يمثل أمام قاض اليوم ليقرر توقيفه احترازيا. وهذه أسوأ عملية إطلاق نار في مدرسة روسية منذ العام 2018، إذ نادراً ما تتعرض المدارس لحوادث مماثلة نظرا للإجراءات الأمنية المشددة في المرافق التعليمية ولصعوبة شراء أسلحة نارية بشكل قانوني. وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء بمراجعة قواعد حيازة الأسلحة النارية كما قال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف. ومن المقرر درس قانون لتشديد هذه القواعد الأسبوع المقبل. وتذكّر عملية إطلاق النار هذه بتلك التي حصلت في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، عندما قتل تلميذ 19 شخصاً في مدرسة ثانوية قبل أن ينتحر في مدينة كيرتش في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّتها روسيا عام 2014. وألقى بوتين باللوم على العولمة في عملية إطلاق النار آنذاك، معتبراً أن ظاهرة إطلاق النار في المدارس نشأت في الولايات المتحدة.
مشاركة :