كلنا تعلّم البيروقراطية - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 11/25/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

البيروقراطية قالت عنها المعاجم إنها كلمة فرنسية الأصل دخلت في الاستعمال الإنجليزي عام 1818م. وتعني حرفيا: حكم المكاتب أو: طغيان الإدارات. والذي أوجد هذه الجفوة هو تداخل وتضارب مصالح الناس في عيشهم ولابد والحال هذه من إيجاد سلسلة من "الخرسانة" قبل أن يُحقق المرء مصلحته. والشبح "البيروقراطية" موجود منذ وُجدت الإدارات والتعليمات الصادرة من الأعلى، والتشريعات التي أريد منها خلق حياة أسهل. قيل إن فلاحا أمريكيا تقدم بطلب إلى مأمورية قريته الريفية طالبا السماح له بحظيرة لبقرتين في طرف منزله. وجاءه الجواب بالرفض لكون هذا يتعارض مع سلامة البيئة. لكن.. بإمكانه أن يغيّر كلمة "الحظيرة" إلى "كراج". فتقدم الرجل بطلب جديد هو "كراج لبقرتين" فجاءته الموافقة! تجذب اهتمامي رومانسية علاقة الإنسان الإدارية في بلادنا. ومهما حاولتُ أن أستمتع بالمسرحية من مقاعد المتفرجين فلن أجد ما يبهج. فالمدرّس مثلاً تلعب بمصائره جهات ثلاث. وزارة التربية، ووزارة الخدمة، ووزارة المالية. وهمه ينتقل بين دهاليز تلك الجهات. الطرق والجسور والبنية الاساسية نجدها تنقل همومها بين وزارة النقل والمالية والشؤون البلدية والقروية، حتى ولو كان المشروع يهم محافظة بعيدة في الشمال او الجنوب. أمانات المدن وبلدياتها الفرعية تجرى أعمالها ضمن سلسلة تتحكم بها وزارتا الشؤون البلدية، والمالية، حتى ولو كان الموضوع يتعلق بتوظيف مراقب. او بمقاولة إطعام في حديقة الحيوان. دعونا من هذا كله. فتلك دواوين عاشها المرء وتعايش معها. لكن نأتي إلى التاجر والمقاول والمصنّع وصاحب البسطة. اعتدنا وتعلمنا وقبلنا أن "يرتبطوا" بوزارة ما.. كوزارة العمل (للحصول على العمالة) والبلدية (للرخص) ووزارة الصحة، لم تبخل هي الأخرى بالإدلاء بدلوها في نشاط المستشفيات الخاصة والمستوصفات والصيدليات.. ومتأكد أنا أنكم ستتفقون معي بأن هذا غير مألوف في الدول الأخرى.

مشاركة :