لا أخفيكم سرًا أن الشعور بالنجاح غريزة ولدت في كل شخص حالم، والحالمين والطموحين في هذا الزمن كُثر، ولا يولد المُبدع من رحم أمه مبدعًا، ولكن لابد لمن يعمل ويطرق الأبواب وتغلق في وجه تارة وتوارب تارة أخرى أن تفتح له وقت أن يأتي الإذن من الكريم، وفي هذا الرحلة يشعر الحالم بلحظات يأس وحزن وضيق، هذه هي سنة النجاح، لا نجاح يأتي بالسهل ولا بالحظ، كل ناجح لديه قصة لا بد أن يكون فخورًا بها. وفي هذا الموسم الدرامي الرمضاني أشاهد من أول يوم صراع إذا جاز التعبير بين نجوم الأعمال الدرامية على فكرة تصدرهم منصات السوشيال بأنهم الأكثر بحثًا والأكثر رواجًا، بل ويتسابق بعضهم ليشاركوا متابعيهم بأنهم الأفضل، و"نمبر وان". ناهيك عن أن النخبة، والنقاد، والصحفيين، ومحرري السوشيال ميديا في المواقع والقنوات الإخبارية يعرفون جيدًا ويفرقون بين الترند المدفوع الأجر وبين البيور الطبيعي الذي نقحه الفنان وخرج من رحم المشاهد الذي أصبح يعرف التفريق جيدًا. لا يوجد شخص طبيعي يعشق النجاح لا يعرف أن يعيش بدون "هالة"، فالجميع يشكرونه على نجاحه ويتمنون ويحلمون أن يكونوا مثله، ولكن الهالة الكاذبة هي الآفة التي تقتل صاحبها. وعلى سبيل المثال، مسرحية "العيال كبرت" فقد عُرضت منذ ما يقرب 42 عامًا، وطيلة هذه الأعوام ينتظرها المشاهد كل عام بنفس الشغف، وكأنها مسرحية إنتاج العام نفسه، ينتظرونها بلهفة شديدة، وضحكاتهم تعلو في جميع أركان منزلهم مصاحبة معها الدعاء لأبطالها الذين رحلوا جميعًا، ولكنهم باقين بأرواحهم وتأثيرهم، ليثبتوا بعد 42 عامًا بأن الترند الحقيقي يبقى، ويرحل من صنعوه.
مشاركة :