أبناء تهامة، يستقبلون عيد الفطر المبارك في محافظة الحديدة; هذا العام وسط مزيد من المعاناة الإنسانية على وقع استمرار الحرب الدامية في البلاد منذ الوهلة الأولى من الحرب، انعدام الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية، في واقع كهذا تظل دائرة الفقر تتمد وتتسع ودائرة فرص العيش تضيق وتنكمش. تقول: رحمة محمود من مديرية “الحوك” (33 عاما)، وهي أم لخمسة أطفال تسكن في حي سكني وسط مدينة الحديدة تسيطر عليه جماعة انصار الله الحوثية “ نحن ليس لدينا شيئ نستقبل العيد به لا عيد دون والد أطفالي الذي قتل برصاص عشوائي قبل عام ونصف وسط شارع الخمسين”. وأضافت”رحمة” التي تتحدث لصحيفة”( وطن نيوز)” من مدينة الحديدة، غرب البلاد، “لقد اعتدنا على الحرب وسماع اصوات الانفجارات، لكننا لم ننس رب الأسرة خصوصاً في المناسبات الدينية، أطفالي كانوا يرافقون والدهم يوم العيد لزيارة الأهل والأصدقاء، هذا انتهى الآن”. وتابعت قولها “ لم نستطع شراء أو تدبير كسوة العيد لأطفالي، منذ توقف صرف الرواتب قبل وارتفاع جنوني للإسعار أكثر من سنة، لم يعد لدينا أي مصدر دخل أخر”. تعب المعيشة تزداد وتيرة الحرب المتصاعدة في البلاد بواحدة من “أكبر الازمات الإنسانية” في العالم، مع ارتفاع أعداد السكان الذين يعانون من “ضائقة غذائية”، إلى نحو 19 مليونا، بينهم حوالى سبعة ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، حسب تقارير الأمم المتحدة. وتسببت الحرب من تدهور الوضع الإنساني على نحو فضيع في البلاد، عجز سلطات الأطراف المتصارعة في اليمن، عن دفع رواتب حوالى مليون و200 ألف موظف حكومي للشهر السابع على التوالي، بعد الإفلاس غير المعلن للبنك المركزي اليمني، فضلا عن تسريح عشرات الآلاف من العاملين في القطاع الخاص بسبب التداعيات الاقتصادية للنزاع، ما قذف بملايين إضافية من السكان إلى دائرة الجوع. لذلك قال: أحد منتسبي وزارة التربية، عبدالباسع محمد درويش، يعمل لدى مدرسة حكومية في مدينة الحديدة، مستبعدا لا يوجود أي مظاهر للاحتفال بالعيد في الحديدة، خصوصا في “ظل غياب الأمن وانقطاع الرواتب الحكومية التي كانت طوق نجاة لآلاف الأسر”. زيارة الأقارب يقول محمد جميل القدسي (50 عاما) الذي يقطن في العاصمة صنعاء منذ مغادرته تعز بداية الحرب قبل أكثر من ستة أعوام ، “لا يوجد عيد والبهجة مفقودة، نحاول نسيان الآلام ومعاناة الحرب لكننا لا نستطيع”. أضاف ، القدسي، وهو محامي في محكمة جنوب غرب صنعاء”لصحيفة وطن” تمكنت فقط من شراء ثياب العيد لاربعة من أطفالي التسعة، سنكتفي يوم العيد بزيارة بعض الأقارب والأصدقاء”. وفي المقابل ويؤكّد غالب الشرفي، وهو أحد سكان المدينة الحديدة، أنّ العيد هو الأسوأ ولم يحدث مثله حتى حين كانت المدينة تعيش حرباً ومواجهات مسلحة. ويقول: “العيد ومتطلباته ليست ضمن اهتمامات الناس اليوم. كثيرون يبحثون عن فرص للنجاة من المرض. نبحث عن أدوية ونسعى إلى تأمين احتياجاتنا الضرورية كي نعيش من دون أن نصاب بالأمراض”.
مشاركة :