يُعتبر عيد الفطر جائزة صيام شهر رمضان المبارك، إذ يفرح المسلمون في صبيحة العيد بأنّهم أتموا عبادة الشهر الكريم.مهما حصلت من ظروف ومحن، سيظلّ عيد الفطر رمزاً للفرح، وبعد أفضل الشهور وأكرمها، ويعتبرختام المسك والعنبر لشهر القرآن الكريم، ففي عيد الفطر آلاف العِبر والحكم والمواعظ، وفيه من الروعة والسحر ما يتركنا شاكرين لعظمة الخالق سبحانه، لنطلب منه وندعوه أن يديم علينا العيد ويعيده أعواماً عديدة، ولايحرمنا الأجر والثواب والفرح به، وألا يموت الانتظار الطفوليّ ولهفتنا له.إن العيد إيمان وسنة، بل وإظهار الفرح فيه من الاعتزاز بالدين: (ذلك ومَنْ يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). قال ابن حجر: «إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين» فتح الباري 3/264. وهذا كله فضل ورحمة بالسبب.ويوم الفطر شُرع شكراً لله لإعانته لنا على الصيام والقيام وإتمام الشهر.وإن من تمام الفرح والسرور إظهار الزينة ولبس أحسن الثياب، بوّب البخاري في صحيحه باباً فقال: (باب: في العيدين والتجمل فيهما). قال ابن حجر: «روى البيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين». فتح الباري 3/258 وإظهار الزينة يوم العيد ليس مقتصراً على مَنْ خرج للصلاة أو من عادته زيارة الأقارب وعموم الناس، بل إن ذلك يشمل النساء في بيوتهن والأطفال والخدم وسائرالمسلمين، لأنه يوم عيدهم الذي هو عيد أهل الإسلام. قال ابن رجب: «وهذا التزيّن في العيد يستوي فيه الخارج إلى الصلاة والجالس في بيته، حتى النساء والأطفال». فتح الباري ٦/٥٥بل يشملنا نحن في ظل هذا الوباء بأداء الواجب، بالتهنئة بالعيد بوسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة والمتعددة. ذكر ابن حجر في الفتح 3/264: «مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة». نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلدنا، وبلاد المسلمين من كل سوٍء وفتنة.كما نسأله سبحانه أن يرفع الوباء، والبلاء عنا وعن بلدنا، وعن بلاد المسلمين ، وعن العالم أجمعين. h.alasidan@hotmail.comDAlSIDAN@
مشاركة :