تيتانيك تطفو على السطح وسط الحقول الصينية

  • 5/15/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فكرة فريدة وغريبة فكّر بها مستثمرون في قطاع السياحة بالصين لجذب الأنظار إلى منطقة جنوب غرب الصين، إذ تعمل شركة صينية على إعادة إحياء سفينة “تيتانيك” بكل تفاصيلها ضمن مدينة ملاهٍ ضخمة هناك. سينينغ (الصين) – بدأت نسخة طبق الأصل من سفينة “تيتانيك” الشهيرة وبحجمها الطبيعي تظهر في عمق الريف الصيني، لكنّ هذه النسخة لن تغرق أبدا ولن ترى البحر يوما لأنها تقع في وسط الحقول، حيث يقام متنزه ترفيهي مخصص لهذه السفينة التي تشكّل قصة غرقها حدثا تاريخيا بارزا. وتعلو أربع رافعات رصيفا جافا ضخما على ضفاف أحد الأنهار في سينينغ (جنوب غرب الصين)، حيث ينهمك عمال يعتمرون خوذات واقية صفراء بأشغال هيكل سفينة عملاقة. وستنتج هذه الورشة في نهاية المطاف نسخة عملاقة طبق الأصل من تيتانيك، السفينة التي غرقت قبل أكثر من قرن في المحيط الأطلسي وأسفر غرقها عن مقتل أكثر من 1500 من الركاب وأفراد الطاقم. وقال سو شاوجون الذي كان وراء الفكرة إنه “مشروع معقد جدا”. وأضاف أمام نموذج للسفينة في مكتبه “نحن نبني سفينة بحجم حاملة طائرات” ولكن على الأرض. ويقع أقرب بحر إلى سينينغ على مسافة أكثر من ألف كيلومتر منها. لكن صاحب المشروع مقتنع بأن الفضوليين سيأتون مع ذلك لزيارة متنزه “تيتانيكلاند” الترفيهي المخصص للسفينة. وتبلغ تكلفة المشروع عشرة مليارات يوان (1.4 مليار دولار)، ومن المقرر افتتاحه في نهاية العام. وكانت تيتانيك في عصرها أكبر سفينة سياحية على الإطلاق. وكان يُعتقد أنها غير قابلة للغرق، إلا أنها لا تزال إلى اليوم مرادفا لأكبر كارثة في التاريخ البحري. وكما النسخة الأصلية، يبلغ طول النسخة المطابقة التي يقيمها سو 260 مترا واستغرق بناؤها ست سنوات، أي ضعف المدة التي استلزمها بناء تيتانيك الحقيقية، بمشاركة مئة عامل وباستخدام 23 ألف طن من الفولاذ. وكل شيء في تيتانيك البرّ الصينية مستوحى من الأصل، من غرفة الطعام إلى الحجرات الفاخرة وحتى مقابض الأبواب. وتوخيا لإسباغ الواقعية على الأجواء، سيعطي المحرك البخاري الحقيقي للزائرين انطباعا بأنهم في وسط البحر بالفعل. Thumbnail وأكد سو أن “خبراء تيتانيك ومؤرخيها وافقوا على مخططات البناء”. ويبلغ سعر الإقامة ليلة في نسخة تيتانيك 2000 يوان (نحو 310 دولارات). وسعيا إلى الانتقال إلى جو تيتانيك بالكامل، سيستمع السياح فيما هم يتجولون في المنتزه بحافلة صغيرة إلى أغنية “ماي هارت ويل غو أون” التي شكلت الموسيقى التصويرية لفيلم تيتانيك السينمائي مع ليوناردو دي كابريو. ولقي الفيلم نجاحا ضخما في الصين لدى عرضه فيها عام 1997. واحتلت السفينة الأكثر شهرة في العالم عناوين الصحف مجددا في الصين أخيرا مع عرض فيلم وثائقي كشف قصص ستة صينيين نجوا من حادثة غرقها. ويقول خبراء إن الشركة الصينية تحاول بناء أرض العجائب، مما يسمح بالترويج والوصول إلى الناس في جميع أنحاء العالم مشيرين إلى أن هذه النسخة من السفينة الضخمة والأسطورية ستوفر للسياح “الرضا الروحي”، حيث يتم من خلالها تذكير الزائرين بكيفية مساعدة الركاب لبعضهم البعض أثناء مواجهة الكارثة. وعلى الرغم من الاهتمام الصيني بهذه السفينة، إلا أن البعض يشكك في جدوى النسخة المتماثلة. فقبل بضع سنوات، أقيمت نسخة طبق الأصل من حاملة طائرات أميركية بلغت تكلفة بنائها 18 مليون دولار، لكنها تُركَت بعد فترة وجيزة من افتتاحها. غير أن سو يراهن على بلوغ عدد زوار سفينته ما بين مليونين وخمسة ملايين سائح سنويا، ويأمل في أن يحظى ببعض الدعم لتحقيق ذلك. وقال “نريد أن نوجّه الدعوة في حفل الافتتاح إلى جاك وروز” وهما الشخصيتان الرئيسيتان في الفيلم، وكذلك إلى مخرجه جيمس كاميرون. وكانت تيتانيك أبحرت في 10 أبريل 1912 من ساوثهامبتون (جنوب بريطانيا) متجهة إلى نيويورك، لكنها تحطمت بعدما اصطدمت بجبل جليدي قبالة سواحل كندا. أما حطام السفينة الذي لم يتم العثور عليه إلا في العام 1985، فموجود على عمق أربعة آلاف متر.

مشاركة :