أكد عدد من الأكاديميين المختصين في الإرشاد والتوجيه النفسي، أن حادث الشاب الذي قتل ابن عمه يوم عيد الأضحى في منطقة الشملي شمال حائل يعد ظاهرة خطيرة، مطالبين بالوقوف صفا واحدا تجاه الفكر الضال الذي تتبناه الجماعات الإرهابية كداعش، محذرين من أن أصحاب الفكر الضال يتعاملون وفق خطط مدروسة لاصطياد الشباب. في البداية قال البروفيسور عبد العزيز المصطفى خبير في قضايا الأطفال والشباب في كلية التربية بجامعة الدمام: «أن نظرة بعض أفراد المجتمع السلبية تجاه الشباب، ووصفهم بعدم الجدية، واللامبالاة، والأنانية، والانحراف، وتعاطي المخدرات والإرهاب، تؤثر في سلوكياتهم»، مطالبا بإيجاد أماكن ترويحية واجتماعية كافية يمارسون من خلالها تنمية هواياتهم واهتماماتهم وقضاء أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالصحة والاستمتاع بحياة كريمة تنسجم والمرحلة العمرية التي يعيشها. وألمح إلى أن فئة الشباب تمثل نسبة كبيرة من التركيبة السكانية في المجتمع السعودي، لافتا إلى أنه نتيجة لتعدد الثقافات وتنوعها في عالم أصبح قرية صغيرة، فان الشباب السعودي يواجه مشكلات أكثر عددا وأكبر حجما من الشباب في الأمس كعدم وجود فرص عمل للبعض، وضعف الرواتب في بعض الوظائف، وعدم وجود مكان لقضاء وقت الفراغ، وعدم التشجيع على العمل التطوعي. ولفت إلى أن نتائج بعض الدراسات تؤكد أن نسبة كبيرة من الانحرافات الأخلاقية والإجرامية، وتعاطي المخدرات، والقيادة الجنونية ترتكب بقصد الاستمتاع بوقت الفراغ. وأشار المصطفى إلى بعض سبل العلاج المقترح ومنها: ضرورة علاج مشكلة بطالة بعض الشباب وتوفير فرص عمل مناسبة لهم، وخلق مناخ للحوار على كل المستويات تشارك فيه جميع فئات الشباب، مطالبا بزيادة الخدمات الترفيهية العامة كالساحات والملاعب الرياضية، والقاعات الترفيهية، والخدمات الساحلية، والبرية، والأندية العلمية الموجهة وذلك بهدف استقطاب الشباب لقضاء أوقات فراغهم في الأماكن المسموح بها اجتماعيا. وبين أن من الحلول استحداث برامج تعليم وتدريب حكومية تستهدف من يتواجدون خارج نطاق القوى العاملة ومساعدتهم على اكتساب المهارات والحرف التي تتناسب وحاجة سوق العمل، وتوطين وظائف القطاع الخاص، بالإضافة إلى تقديم قروض ميسرة للطلاب الذين ينتمون إلى ذوي الدخل المحدود أو المنخفض. فيما أكد الدكتور أسامة محمد الملا أستاذ جامعي في مهارات الاتصال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقا أن مثل هذه المنظمات الإرهابية لديها أجندة وطريقة منهجية عالية ومدروسة لاستقطاب الشباب وغسل أدمغتهم واحتضانهم وشحن النفوس وزجها في التنفيذ من خلال خططهم المدروسة التي تكون في حلقة لها بداية ونهاية والوسط ونتائج ملموسة. وقال: «هذه جماعات اختبرت نموذجها ولها تجارب سابقة وفيها تراكم من الخبرات جعلها تصل إلى نماذج مصقولة وتعتبر اليوم مناهج خطيرة على العالم أجمع». وعن كيفية إتمام هذه العملية داخل أروقة هذه الجماعات قال الملا في الواقع استكشاف المهارات والميول من خلال حديث الشخص ومبادراته وردود أفعاله وإجراء اختبارات قصيرة لمعرفة هذه الأمور، فإذا تم اكتشاف النمط تسهل عليهم أمور كثيرة من خلال الأنماط الشخصية المتعددة فإذا كانت شخصيته ( الشخصية العملية ) أعطي مسؤولية القيادة والسيطرة والتحكم وإعطاء الأوامر والتعليمات والمناصحة، وإذا كانت ( الشخصية تعبيرية ) أعطوه مهمة الإعلام والقدرة على الخطابة وشحذ النفوس، وإذا كانت شخصيته طيبة وضعيفة أعطى مهمة التنفيذ وأن يكون كبش الفداء. وتابع: «لذلك كل مبرمج ومنظم على حسب تحليل الشخصية وفق منهجية عالية، وليس كما يظن البعض أن هذا الفكر ليس لديه أهداف ولا منهجية وكنا نتعامل معها بطريقة ساذجة وعلى أنها فقاعات صابون أو إنها مرحلة وتنتهي». ومضى بقوله:»عندهم قدرة هائلة على الاستقطاب في وسائل التواصل الاجتماعي والقدرة على تفسير وتحليل ردود الأفعال حتى يستطيعون التعامل مع الشخص وفق نمطه الشخصي». وأشاد الدكتور الملا بالدور الكبير التي توليها حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - سدد الله خطاه وأيد الله بنصره - ونائباه سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وبرجال الأمن والقائمين عليها وأن يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه. وأكد الملا على أن التعليم والتربية هي أولا وهو سلاحنا الأول والمهم ومعقلنا الأمني الأول هي مدارسنا وأسرتنا وبيوتنا فنتمنى أن الحس الوقائي وضخ التفكير الناقد التحليلي حتى أن الشخص الشاب اليافع على طرح الأسئلة والفكر التحليلي الناقد ما إذا جاءت دعوة من غرف الدردشة المظلمة يستطيع أن يرد ويحلل ما هو غث وسمين ويستطيع أن يحلل ما هو عقلاني وغير عقلاني والواقعي وغير الواقعي والوهمي وما هو حقيقي ويستطيع أيضا أن يفرق بين الشرعي وغير الشرعي. المزيد من الصور :