كيري: هناك فرصة لاستغلال نفوذ روسيا وإيران لوقف استخدام الأسد البراميل المتفجرة

  • 9/30/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انتهى اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مساء الاثنين، من دون أن تلين مواقف أي من الدولتين حول الأزمة السورية ومصير الرئيس السوري بشار الأسد، فيما استمر التوتر سمة بارزة في العلاقات. وكانت مساحة الاتفاق بين الجانبين هي ضرورة مكافحة الجماعات الإرهابية وتنظيم داعش. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على «بعض المبادئ الأساسية» بشأن سوريا، مضيفا أنه يعتزم الاجتماع مجددا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غدا. وقال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «إم إس إن بي سي» نقلتها «رويترز»: «هناك اتفاق على أنه يجب أن تكون سوريا دولة موحدة وعلمانية، وأن هناك حاجة إلى التصدي لتنظيم داعش، وأنه يجب أن تكون هناك عملية انتقال سياسي موجهة»، مضيفا أنه لا تزال هناك خلافات على النتيجة التي ستسفر عنها عملية الانتقال. وأضاف كيري أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يبحثان عن طريق للمضي قدما» في سوريا التي تعاني من حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام، علاوة على صعود تنظيم داعش. ووصف كيري اجتماع أوباما وبوتين ليلة أول من أمس، لمناقشة الأزمة، بأنه «بناء، بصدق، ومتحضر جدا». وشهد «مناقشة صريحة للغاية». وقال كيري: «الكل يفهم أن سوريا، في خطر والعالم يبحث سريعا عن أي حل». وأضاف: «نبحث عن سبيل لنصل إلى نقطة تمكننا من إدارة عملية انتقالية والاتفاق على النتيجة». وبسؤاله عما إذا كانت هناك فرصة لاستخدام نفوذ روسيا وإيران في سوريا لوقف استخدام الأسد للبراميل المتفجرة ضد السوريين قال كيري «حتما». وأضاف أنه أثار المسألة في اجتماعات مع روسيا وإيران. وقال إنهما في وضع قد يقرران فيه منع الأسد من إسقاط البراميل المتفجرة.. ربما مقابل شيء قد نفعله». وتابع كيري: «روسيا يجب أن تفهم أنه لن يكون هناك سلام في سوريا من دون رحيل الأسد، لأن الأغلبية السنية لن تقبل هناك بأي شيء آخر، ولأن عملية السلام الشرعية يجب أن تشمل كل الأطياف السياسية، ويجب الحفاظ على سوريا دولة موحدة». وأشار كيري إلى أنه سيلتقي مجددا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء. وأشار مسؤول أميركي إلى أن اللقاء بين أوباما وبوتين الذي استمر لمدة 90 دقيقة تطرق للوضع في أوكرانيا وفي سوريا، وأن الجانبين اختلفا بشكل أساسي حول الدور الذي سيلعبه الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا خلال عملية السعي لحل سياسي». وخففت واشنطن من قلقها من الحشود والتعزيزات العسكرية التي تقوم بها روسيا في سوريا. وقال المسؤول الأميركي للصحافيين «الولايات المتحدة لا ترى الحشود العسكرية الروسية في سوريا مدمرة، بل يمكن أن تؤدي إلى نتيجة إيجابية في سوريا، ويعتمد ذلك على ما سيفعله الروس للمضي قدما». وأوضح قائلا «إذا قام الروس باستخدام القوة العسكرية لمكافحة (داعش) فقط فإن ذلك سيكون على ما يرام، لكن إذا استخدموا القوة لمواصلة تعزيز المعركة لصالح الأسد ضد شعبه فإن ذلك سيكون سلبيا». وتجنب الرئيس أوباما كما تجنب الرئيس بوتين الإشارة إلى أسباب التحركات العسكرية الروسية ونوايا سوريا من تلك التحركات. ويقول المحللون إن روسيا لا تريد الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، لكنها ستقوم بشن ضربات جوية ضد التنظيمات الإرهابية كخطوة تتوافق مع القانون الدولي مثلما قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشن ضربات جوية في الأراضي السورية دون إذن من الأمم المتحدة. ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة وزارية خاصة حول الوضع في سوريا والصراع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتترأس روسيا الدورة الحالية لمجلس الأمن. ويقول مصدر دبلوماسي بمجلس الأمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك مناقشات جارية منذ فترة طويلة حول شكل الفترة الانتقالية في سوريا ومن في دوائر الرئيس الأسد يمكن أن يشارك في المرحلة الانتقالية. ويعني انفتاح الجانب الأميركي على دور روسي لحل الأزمة السورية، كما يقول خبراء، قبول الدور الروسي في المنطقة خاصة بعد التعزيزات العسكرية التي قامت بها روسيا في مدينة اللاذقية خلال الأسابيع الماضية. وتأمل الإدارة الأميركية مقابل ذلك أن تقوم روسيا بدور فعال في العمل على رحيل الرئيس السوري. فيما يأمل الكرملين أن يعزز وجوده في سوريا بما يؤدي إلى استقرار الأوضاع والقبول الدولي لتوسيع دور روسيا في منطقة الشرق الأوسط. كما أن الوجود العسكري الروسي يعزز - من وجهة نظر الكرملين - وجهة نظر الرئيس بوتين في أن إسقاط الحكومات الاستبدادية في الشرق الأوسط قد أدى إلى الفوضى وخلق ملاذات آمنة للإرهابيين. ويقول أندرو فايس، الباحث بمعهد كارنيغي بواشنطن، إن إدارة أوباما ترغب في إيجاد وسيلة لربط السماح لروسيا بتعزيز وجودها في الشرق الأوسط مقابل تسهيل العملية الدبلوماسية، لكن ليس لديها استعداد لمناقشة قضايا مثل المنطقة الآمنة. وبوتين يدفع في اتجاه تشكيل ائتلاف واسع لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع بشار الأسد الذي تعتبره الإدارة الأميركية سبب المشكلة ومصدرها.

مشاركة :