مصافحات المجاملة تعمّ أروقة الأمم المتحدة بعضها «مفاجئ» وآخر «نادر»

  • 9/30/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت أروقة الأمم المتحدة أمس جملة من مصافحات المجاملات البرتوكولية على هامش اجتماعات الجمعية العامة، عدّ المراقبون بعضها بـ«المفاجأة» والأخرى بـ«النادر»، إذ تصافح الرئيس الأميركي باراك أوباما عرضًا مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وتبادلا كلمات مجاملة لثوانٍ، ما أثار حفيظة محافظين متشددين في طهران. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية ضمنًا المصافحة موضحة أنها جرت «عن طريق الصدفة تمامًا»، و«لم تكن مخططة». فيما صافح الرئيس أوباما لاحقًا نظيره الكوبي راؤول كاسترو، في لقاء ثنائي نادر بين زعيمي بلدين كانا عدوين خلال الحرب الباردة، مع سعيهما إلى تحسين العلاقات بعد عقود من العداوة. وكان كاسترو قال في أول كلمة يلقيها في الأمم المتحدة أول من أمس، إن قيام علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة لن يكون ممكنًا إلا حين ترفع واشنطن الحظر التجاري الذي تفرضه على بلده، وتعيد إليها قاعدة «غوانتانامو» العسكرية، وتنهي بث الدعاية المضادة للشيوعية إلى الجزيرة. ولم يحدث من قبل أن تحاور أوباما وكاسترو إلا مرات قليلة منها لقاء في اجتماع قمة الدول الأميركية في بنما في وقت سابق من هذا العام، كما أجريا محادثة هاتفية العام الماضي، حينما اتفقا أول مرة على إحياء العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، كما أجريا محادثة هاتفية أخرى في الأسبوع الماضي. وكان الرئيسان أذهلا العالم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي حينما أعلنا الوفاق بين البلدين. وفي 20 من يوليو (تموز) أعادت واشنطن وهافانا العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد قطيعة دامت 54 عامًا. في طهران، تسببت المصافحة بين أوباما وظريف بإثارة حفيظة نواب من المحافظين المتشددين الذين هددوا في حالة تأكيدها «أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي بل سيتحركون». وصرح النائب منصور حقيقت بور لـ«وكالة الأنباء الإيرانية» (تسنيم)، إن «مصافحة العدو مخالفة لمبادئ الثورة الإسلامية». وأضاف أن النواب سيجرون «تحقيقًا لمعرفة الحقيقة»، معربًا عن «أمله» بأن «لا تتأكد» هذه المصافحة. وكان مسؤول أميركي كبير أكد في وقت لاحق أن أوباما وظريف التقيا صدفة وتصافحا أثناء غداء نظمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأوضح أن حديثهما المقتضب دام أقل من دقيقة، فيما نقلت «وكالة الأنباء الطلابية» الإيرانية عن «مصدر مطلع مقرب من الوفد الإيراني في نيويورك» أن المصافحة جرت بعد خطاب الرئيس روحاني أمام الجمعية العامة، وأن ظريف «كان يغادر البهو (الأمم المتحدة) عندما وجد نفسه صدفة أمام الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري اللذين كانا ذاهبين إلى الجمعية العامة، فتبادلوا التحية وتصافحوا لوقت وجيز». وكان ظريف وكيري المهندسين الرئيسيين لهذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد سنتين من المفاوضات الشاقة. ولئن تصافح الوزيران مرات كثيرة، فإن أي رئيس أميركي لم يلتق مسؤولاً إيرانيًا منذ 1980. إلا أن الرئيسين أوباما وروحاني تحادثا هاتفيًا في أعقاب الجمعية العامة قبل عامين. وكان اتصالاً غير مسبوق على هذا المستوى بين الولايات المتحدة وإيران منذ ثورة عام 1979. وقد جرى الاتصال الهاتفي فيما كان الأخير في طريقه إلى المطار متوجهًا إلى نيويورك.

مشاركة :