د. عبدالمجيد الجلاَّل: على نفسها جنت براقش!

  • 5/18/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ربما المثل العربي ” على نفسها جنت براقش ” ينطبق أكثر على إسرائيل! فقد ظلتْ لعقودٍ من الزمن ، ترفض كل مبادرات السلام من جيرانها العرب ، ومن أبرز هذه المبادرات … المبادرة العربية للسلام ، التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية في عام 1982 ، تحت عنوان ، الأرض مقابل السلام ، وأبرز بنودها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية المُحتلة عام 1967 ، بما فيها القدس الشرقية ، لتأسيس حل الدولتين ، ولينعم الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي بالسلام والتعايش المشترك ، وبناء شرق أوسط جديد ، مُفعم بإرادة البناء والتنمية. ولكن إسرائيل رفضت كل مبادرات السلام ، وأصرت على استمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني ، وبناء المزيد من المستوطنات غير الشرعية ، وجاءت حكومات إسرائيلية يمينية مُتطرَّفة ، لتستفز مشاعر الفلسطينيين والمسلمين ، بانتهاكاتها السافرة لحرمة المسجد الأقصى ، ومنح قطعان المستوطنين حق ممارسة كل الأفعال الإجرامية بحق الفلسطينيين ، بطردهم من أراضيهم ، وتشريدهم ، وكان حي الشيخ جراح في القدس ، أُنْمُوذَج لمثل هذه السلوكيات الإجرامية. على أية حالٍ ، لن تنعم إسرائيل بالسلام ، ولن تنجو مدنها وقراها من الصواريخ الفلسطينية ، ولن ينجو اقتصادها من جني الخسائر وهجرة الاستثمارات إلى الخارج ، إلا بتراجعها الضروري عن خيارها المُدمر لها وللمنطقة ، والركون إلى السلام مع الفلسطينيين والعرب ، والموافقة من ثمَّ ، على حل الدولتين . على إسرائيل أن تعلم علم اليقين ، أنَّ أمامها خيار واحد ، لتنعم بالسلام والاستقرار، وهو خيار السلام ، الضامن لبقائها وعدم زوالها ، والضامن كذلك لترسيخ قيم التعايش المُشترك ، بينها وبين دول المنطقة ، والعمل معاً ، لخدمة جهود البناء والتنمية! دون ذلك ، وخاصة مع استمرار اليمين الإسرائيلي المتطرف في قيادة إسرائيل ، سيظل الصراع العربي الإسرائيلي على أشده ، وستكون المنطقة على موعدٍ مع المزيد من الأزمات والحروب ، وفي النهاية ستكون إسرائيل هي الخاسر الأكبر، وما التآكل الإسرائيلي من الداخل ، بما يعرف بعرب 48 إلا أُنْمُوذَج للمسار المدمر الذي تنزلق فيه إسرائيل ، وبوتيرة مُتسارعة. خلاصة القول ، على إسرائيل التخلص من اليمين المُتطرَّف ، ونبذ نتنياهو ، وبناء حكومة إسرائيلية معتدلة ، تنشد السلام والاستقرار ، وتعترف بخيار حل الدولتين ، وهو بالمناسبة ، خيارها الوحيد لإمكانية بناء قواعد التعايش المشترك بينها ، وبين شعوب المنطقة ، وقبل ذلك بينها وبين الفلسطينيين ! المصدر : https://www.kolalwatn.net/?p=412914

مشاركة :