ان قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب والمختصر بإسم جاستا والذي أقره مجلس الكونغرس الأمريكي ، والذي يسمح لضحايا الهجمات الإرهابية بمقاضاة الدول الأجنبية لهو أحد أخطر القوانين التي قد يسُنها أعضاء المجلس ، لأنها سوف تفتح أبواب الجحيم على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها  . إن رفض فيتو الذي قدمه الرئيس الأمريكي بارك أوباما ، والإصرار قُدماً من بعض أعضاء المجلس على لقيام هذا القانون  لتُبيّن النوايا الخبيثة المبيّته من بعض أعضاء المجلس الذين يريدون بها استهداف المملكة وبعض الدول العربية بعد أحداث ١١ سبتمبر ، وذلك بكل تأكيد هو ماترفضه حكومة المملكة العربية السعودية الممثّلة بخادم الحرمين الشريفين ، لأن المملكة كما هو معروف عنها أنها من الدول الأوائل المعادية للإرهاب ، والتي قدمت الغالي والنفيس للقضاء على الإرهاب ومكافحته ، وتعلم الولايات المتحدة الأمريكية عن الدور الكبير الذي تقوم به السعودية لحفظ الأمن العالمي وليس فقط أمنها وآمن حلفائها ! في أحداث الحادي عشر من سبتمبر لايوجد دليل أو اشتباه على تورط السعودية بذلك الحدث الإجرامي  ، وكما قال أحد رموز الآمن الأمريكي رئيس الـCIA في تصريح سابق له : ليس للسعودية علاقة بأحدث ١١ سبتمبر ، لا من حكومة ، ولا من ومؤسسات ، ولا حتى قادات في السعودية ، وما أثبتته التحقيقات أن وراء تلك الأحداث هي القاعدة وبن لادن والظواهري وهذا التصريح فيه تبرئة تامة للمملكة من ذلك العمل الإرهابي . قيام هذا القانون قد يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تخسر الكثير من علاقاتها مع دول العالم وليس فقط حلفاؤها ، وقد تقوض العلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة والسعودية والتي سوف تضر بمصالح أمريكا كما آشار إلى ذلك مسؤولون أمريكيون ، وسوف يقوض هذا القانون الحصانة السياسية التي تنعم بها أمريكا ، وقد يعرض بعض الموظفين الأمريكيين لدعاوى قضائية ، ولن تصبح الإستخبارات قادرة على العمل بكفاءة لمحاربة الإرهاب بشتّى أشكاله. إن المتضرر الأول هي أمريكا برأسها ، لأن ما قامت به سابقاً من إجرام في حق الإنسانية لاينسى ولن يغفره لهم ذوي الضحايا ، وتدخلاتها في العديد من الدول كالعراق ، وفلسطين ، وأفغانسان ، واليابان ، والتي دمرتها ، قد تجني ثمارها الآن . إن الإصرار الكبير من أعضاء المجلس لقيام قانون العادلة ضد رعاة الإرهاب ، ليذكرني بقصة المثل الشهير جنتّ على نفسها براقش ، والآن سوف تجني أمريكا على نفسها إن لم توقف ذلك القانون الذي سوف يظلم بعض الدول .