طالب القيادي الفلسطيني، طلال ناجي، بوضع استراتيجية موحدة "تكون في مستوى تحديات معركة القدس" وبوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وقال إن "الهبة المفتوحة ستتحول إلى انتفاضة شاملة" وقال الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، طلال ناجي لـ RT إن على القوى الفلسطينية "إجراء مراجعة شاملة للمشروع الوطني الفلسطيني وبلورة رؤية شاملة تقود إلى إنهاء الانقسام ووضع استراتيجية موحدة تكون بمستوى التحديات التي تفرضها معركة القدس" وشدد على "وقف العمل بالاتفاقات سيئة الصيت (مع إسرائيل)، وخصوصا التنسيق الأمني، ردا على تنصل الحكومة الإسرائيلية من التزاماتها، وآخرها منع الانتخابات التشريعية، وانتصارا للقدس" وقال إن وقف العمل بالاتفاقات "سيوفر أرضية صلبة للاتفاق على برنامج سياسي مشترك واستراتيجية وقيادة موحدة للمقاومة الشعبية في القدس والأرض المحتلة برمتها" وأضاف طلال ناجي أن "الهبة الشعبية في القدس وارتباطها الوثيق بالضفة الغربية والتحامها مع فلسطيني 48، مع نصرة فصائل المقاومة الفلسطينية سيجعل الحكومة الإسرائيلية تعيد النظر في حساباتها، وتفكر ألف مرة، بما ستؤول إليه الأمور إذا أصرت على عدوانها وعنجهيتها واستمرت بتهويد القدس وأسرلتها وطرد وتهجير سكانها. لأن هذه الهبة المفتوحة ستتحول إلى انتفاضة شاملة تحمل معها بداية النهائية للمشروع الصهيوني برمته". إلى إين تتجه الأحداث؟ وحول رؤية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة لمسار تطورات الأحداث وإلى أين تتجه، قال ناجي إن ثمة إجماعا فلسطينيا حول خوض المعركة الراهنة، والاستمرار فيها "حتى انتصار أهالي حي الشيخ جراح وأهل القدس، عبر توفر مستلزمات الاستمرار والانتصار من خلال تشكيل مرجعية عليا وطنية واحدة للقدس، وتوفير مقومات الصمود وتوحيد المرجعية وتكامل الجهود والإمكانات". ويضيف أن "ضعف الحالة الفلسطينية وتراخي السلطة الفلسطينية في دفاعها عن القدس والأقصى دفع قطعان المستوطنين، بحماية جيش الاحتلال، إلى استباحة الحرمات وتدنيس المقدسات، تحت نظر العالم، فرضت على المقاومة الفلسطينية الباسلة أن ترد على اعتداءات المستوطنين واقتحاماتهم للقدس واستباحتهم للمسجد الأقصى، بأقصى قوة ممكنة، وفرض معادلة القدس مقابل تل أبيب" هل تتوسع أكثر؟ وحول ما إذا كان لما يجري أن يتطور باتجاه مزيد من التوسع، ليشمل قوى خارج فلسطين، يجيب ناجي أنه "إذا لم تستجب حكومة الاحتلال إلى المبادرات الدولية التي تضمن المطالب المحقة للفلسطينيين في القدس، وإذا لم توقف قطعان المستوطنين، الذين يعيثون فساداً في القدس والمسجد الأقصى، وأصرت على عدوانها، فإنّ الأمور ستتفجر وتخرج عن سيطرتها، وسيتولى الفلسطينيون زمام الأمور" ويعرب ناجي عن قناعته بأن "القدس وقطاع غزة وباقي أراضي فلسطين المحتلة تحت نظر محور المقاومة، الذي ينظر بعين واعية لما يجري في المنطقة برمتها، وما يخطط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة، عبر محاولة دمج الكيان الصهيوني فيها وإشراكه في مشاريع اقتصادية عبر التطبيع المجاني المرتكز على السلام الوهمي" ويضيف أن تلك المراقبة من كثب لمحور المقاومة "لمعركة سيف القدس ومجرياتها وتداعياتها على القضية الفلسطينية تجعلنا نجزم أن هذا المحور لن يترك المقاومة الفلسطينية تواجه هذا الإرهاب الصهيوني وحدها، مع أنها قادرة على ذلك، وأن هذا الكيان كما وصفه سيد المقاومة السيد حسن نصرلله أوهن من بيت العنكبوت". ويؤكد ناجي أنه "إذا تمادى الكيان الصهيوني بغيه وإرهابه على المدنيين الآمنين، واختل ميزان القوى لصالح العدو الصهيوني، فإنني على يقين بأنّ أطرافا أخرى ستدخل على خط المعركة، وستُفتح كل الجبهات على الكيان الصهيوني، فكما قال محلل صهيوني إذا كنا عاجزين أمام صواريخ غزة، فكيف بصواريخ حزب الله وإيران؟" التنسيق الأمني وعن قراءة الجبهة لما يجري في الأراضي الفلسطينية، قال ناجي إن "قادة المشروع الصهيوني الاستعماري يحاولون على مدار أكثر من قرن تصفية القضية الفلسطينية دون جدوى. ودوماً كانت القدس والأقصى عنوان الصراع لمكانتها الدينية والوطنية والتاريخية. ورغم فداحة الثمن والصعوبات الكبيرة التي واجهت ولا تزال تواجه الشعب الفلسطيني، إلا أنه بقي متمسكا بقضيته ومستعدا للدفاع عنها، والوقوف بحزم أمام المشروع الصهيوني، الرامي لإقامة دولة "إسرائيل الكبرى" عبر الاستيلاء وتهويد أكبر مساحة ممكنة من الأرض، وطرد أكبر عدد ممكن من السكان" ويضيف ناجي أن "المشروع الوطني الفلسطيني تعرض لضربة قاصمة وجهتها له القيادة المتنفذة بمنظمة التحرير الفلسطيني حين وقعت اتفاق أوسلو الذي تنازلت بموجبه عن 78% من فلسطين التاريخية، وقبلت بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، واعتمدت على المفاوضات العبثية والتنازلات المجانية، كما ناصبت فصائل المقاومة الفلسطينية التي تطالب بكامل الحق الفلسطيني العداء" ويتحدث ناجي عن الاتفاق الذي تم عبره "الاعتراف بالكيان الصهيوني والقيام بالتنسيق الأمني والتخلي عن المقاومة، وتم فيه تأجيل قضية القدس إلى الوضع النهائي. وبعد أن تخلت القيادة الفلسطينية عن القدس، تعرضت لحرب شاملة على كافة الصعد، ابتداء بمصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات عليها، وإغلاق المؤسسات الفلسطينية، وسحب الهوية واستفحال التهويد وتغيير معالم القدس والعمل على إخلال بالتوازن الديمغرافي لصالح العدو، عبر الجدار الفاصل العنصري الذي يحيط بالمدينة ويعزل 160 ألفاً من سكانها خارج المدينة، أما من بقي في المدينة فقد خضع لشروط المواطنة الصهيونية؛ فقد أجبر على دفع الرسوم والضرائب، كما عانى من تمييز عنصري صارخ". وفي مقابل ذلك، كما يقول ناجي، "قدم الفلسطينيون نموذجا للصمود والمقاومة أذهل العالم، رغم الطرد والتهجير والتمييز العنصري، واستطاعت القدس الفلسطينية الانتصار في معاركها، ففجرت الهبات والانتفاضات الأولى والثانية، مروراً بهبة السكاكين في العام 2015، وصولا إلى معارك البوابات والكاميرات، وباب الرحمة، وباب العامود، وفي طريقها للانتصار – إن شاء الله - في حي الشيخ جراح" إجماع فلسطيني ويشير ناجي إلى الإجماع الفلسطيني على رفض "خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن" رفضاً قاطعاً" التي قوبلت بانتفاضة عارمة ومواجهات شاملة في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني، ويقول إن الفلسطينيين أظهروا "مستوى رائعاً من الوعي والعطاء والتضحية". ويضيف أن الضفة وقطاع غزة ومعهما فلسطينو 48 لم يتأخروا عن مؤازرة القدس وأهلها، في مشهد يرى ناجي أن "رسالته الأبرز والأبلغ تمثلت في وحدة الفلسطينيين، والتفافهم حول المقاومة في غزة، المدافع عنهم أينما وُجدوا. ولعلّ مفاعيل تلك الرسالة هي أكثر ما يخشاه الاحتلال، ويدفعه بالتالي إلى التفكير ملياً بتداعيات عدوانه المستمر على أهلنا في القدس والمرابطين في المسجد الأقصى"، ولذلك فإن عليه، كما يقول طلال ناجي "رفع الحواجز عند باب العامود وإنهاء اعتداءات المستوطنين، ووقف مخطّطات تهويد المدينة، الجارية على قدم وساق، ولاسيما في حيّ الشيخ جراح، حجر الرحى في مشروع عزل الحرم القدسي عن أماكن وجود الفلسطينيين" المصدر: RT أسامة يونس تابعوا RT على
مشاركة :