معاقل التمرد في مرمى التحالف

  • 10/1/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وعد آخر أنجزه التحالف وتم تحرير مأرب، ورفعت الأعلام على السد التاريخي الذي يرمز لتاريخ عربي عريق ضارب في القدم وهو انتصار جديد للجيش الوطني والمقاومة في اليمن والتحالف العربي الذي بدأ العمليات العسكرية الهادفة إلى إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الذي نفذه المتمردون الحوثيون والرئيس السابق علي عبد الله صالح. وتكمن أهمية الانتصار الذي تحقق في مأرب في كونها أقرب ساحات المعارك إلى العاصمة صنعاء، ولأنها المخزن الرئيسي للنفط والغاز وبها أكبر محطة لتوليد الكهرباء ومصفاة البترول، فعلى بعد 170 كيلومتراً باتت قوات التحالف المساندة للجيش الوطني والمقاومة تبعد عن العاصمة، لكنها أيضاً على بعد 20 كيلومتراً عن محافظة الجوف الواعدة بالغاز والنفط والواقعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية والتي يشكل سيطرة الحوثيين عليها تهديداً محتملاً للمملكة. المهمة الأولى وما أن بدأت عمليات التحالف العربي تولى التحالف مهمة تدريب أعداد من المقاومة وتسليحهم لتعزيز صمودهم في مواجهة القوى الانقلابية إلى حين إنجاز المهة الأولى للتحالف بتحرير عدن باعتبارها العاصمة المؤقتة للدولة إلى حين استعادة العاصمة لكن تحرير عدن ولحج رغم أهميته الكبيرة لا يشكل تهديداً مباشراً لقادة الانقلاب مثلما هي الحال مع مأرب، حيث تبعد عدن عن العاصمة بنحو 400 كيلومتر كما تبعد تعز عن صنعاء بمسافة 300 كيلو، لكن مأرب تقع على حدود محافظة ريف صنعاء، كما أنها لا تبعد كثيراً عن محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين. تهديد مباشر ومع اقتراب الجيش الوطني وقوات التحالف من محافظة الجوف المجاورة لصعدة فإن معاقل التمرد أضحت في مرمى نيران هذه القوات المجهزة بأحدث أنواع الأسلحة البرية والجوية، وهو أمر يشكل تهديداً مباشراً لمركز قيادة الحوثيين الذين يختبئون في كهوف المحافظة، كما أنها تجعل هذه القوات تقترب أكثر من معقل الرئيس السابق الذي لا يعلم أن يتخفى في صنعاء وضواحيها، كما أن تحرير مأرب والتوجه نحو محافظة الجوف سيمكن قوات الجيش الوطني وقوات التحالف من تطهير مديريتي بيحان وعسيلان في محافظة شبوة المجاورة ومن ثم حشر الانقلابيين في المناطق الداخلية من البلاد والتفرغ لاستعادة السيطرة على محافظتي الحديدة وتعز ليكتمل بذلك طوق إغلاق المنافذ على الانقلابيين وحرمانهم من أي إمكانية لتهريب الأسلحة أو الحصول على الأموال من مناطق إنتاج النفط أو موانئ البلاد. في بداية عمليات التحالف أكد قادة التحالف أن المهمة الأساسية للعمليات العسكرية هي إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، وإعادة اليمن الموطن الأول للعرب إلى الجسد العربي بعد أن حاولت إيران وأعوانها في اليمن من الحوثيين والرئيس السابق اختطافه، وبالتالي فإن تحرير مأرب والتي هي أيضاً حاضرة مملكة سبأ العظيمة يشكل أهمية أخرى إلى جانب الأهمية العسكرية والاقتصادية.

مشاركة :