(تقنية الفار هل جلبت لنا العار؟) هذا ما حدثني به حكم دولي ومحلل تحكيمي في إحدى القنوات الفضائية الخليجية وهو يشاهد المهازل التحكيمية ليست الخليجية فحسب بل العالمية كذلك، وهو يتحدث بصوت يعصره الألم والقهر لما آلت إليه حالة التحكيم خصوصاً بعد استحداث تقنية (الفار)، ويواصل حديثه بالرغم من وجود (الفيديو) ومشاهدة الحكام للحالات بشكل واضح وإعادتها أكثر من مرة إلا أن بعضهم يتخذون قرارات خاطئة نظير عدم التركيز الكامل في تلك اللقطة بسبب الضغط الشديد الذي يعانيه الحكم في ذلك الوقت وخوفاً من اتخاذ القرار الخاطئ، ولكنه في النهاية يتخذ القرار الخاطئ.! فمنذ زمن طويل ومحبو كرة القدم متفقون أن اللعبة بحاجة لتقنية حديثة تساعد الحكم في اتخاذ القرارات داخل الملعب لتجنب الظلم الذي دائماً ما يلحق ببعض الفرق والمنتخبات الرياضية، ورغم اعتماد هذه التقنية إلا أن الأخطاء التحكيمية لا زالت قائمة والجميع غير راض عن هذه التقنية، التي عارض وجودها جوزيف بلاتر رئيس الفيفا السابق، بل عارض دخول أي تقنية أخرى في كرة القدم، إلا أن رئيس الفيفا الحالي جياني انفانتينو رحب بهذه الفكرة حتى تم اعتمادها رسمياً في بطولة كأس القارات عام 2017 م كأول بطولة رسمية تابعة للفيفا يتم استخدام فيها هذه التقنية، وتم استخدام تقنية الفار بعد ذلك في كأس العالم 2018م لتكون أول بطولة كأس العالم يستخدم فيها هذه التقنية. واليوم بعد اعتماد تقنية الفار في غالبية دول العالم والبطولات العالمية يتطلب على مسؤولي لجان التحكيم تطوير الحكام المستخدمين لهذه التقنية ومنحهم العديد من الدورات ليست التحكيمية فحسب بل كذلك النفسية حتى تكون لدى الحكم ثقة كبيرة بنفسه لاتخاذ القرار وعدم التردد لحظة اتخاذ القرار، وكم أتمنى يكون هناك حكام معتمدون لتقنية الفار ومتخصصون لهذه التقنية بعيداً عن التحكيم داخل أرض الملعب، ويكون لكل حكم اختصاصه سواء حكم ساحة أو حكم تقنية الفار كما هو الحاصل الآن بين حكم الساحة ومساعديه، وكذلك يكون هناك فريق من الحكام مكون من حكم الساحة ومساعديه وحكام تقنية الفار وعدم تغيير هذا الفريق في جميع المباريات لزيادة التفاهم والانسجام فيما بينهم، وعند اختيار أي حكم يكون معروفا مسبقاً طاقمه الكامل من مساعدين وحكام تقنية الفار. طلال بن محفوظ - جدة
مشاركة :