في كل عام تقدم المواقع العالمية للسياحة أفضل الوجهات وأفضل المراجع السياحية على الإنترنت حيث توفر دليلاً متكاملاً لكل ما يتعلق بالسياحة في العالم من معلومات، بمعية الحاسوب ودوره الكبير ومداه الواسع في استكشاف الفنادق والطيران، والنشاطات المختلفة المتعلقة بالسفر والرحلات. وتبدأ الرحلة عبر التكنولوجيا قبل السياحة الفعلية وتأخذ منعطفاً آخر يشرح المتطلبات واتخاذ التدابير المادية وغيرها من الاستعدادات، مما يجعل تنظيم الأولويات قوة مبدئية لاستمرار القرار – قرار السفر- المؤثر في ذاكرة السائح أو الزائر، ومايجده من معلومات وافرة تساعده في تحديد وجهته واختياره وتخطيطه للرحله بطريقة منظمة، أضف إلى ذلك ميادين المعرفة التي يبحث عنها التفكير التأملي المحفز على الاستكشاف والاطلاع، تختزل الذاكرة أجملها وأكثرها أهمية، فالسائح العربي يبحث عن الطبيعة والمعرفة ومدى واسع من ثقافات الوجود البشري حول العالم. وفي الأعماق الذهنية أفكار وخطابات وأنساق تحشد الدوافع لرؤية معالم سياحية مختلفة، وترجح كفة هذه الدوافع أمام الظروف والمعطيات وضروب التأمل بوصفها مقومات إنتاجية تتعامل مع عالم حقيقي يحتاج إلى الترفيه ومهارة صرفة تساعد على اكتساب المعارف والثقافات المتعددة وليس فقط رؤية المذاهب والاعتقادات ومراقبة الناس ومحاسبتهم. ففي السفر فوائد كما قال الإمام الشافعي: تغرب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج همّ واكتساب معيشةِ وعلمٍ، وآدابٍ، وصحبة ماجد فالسفر يعلمنا الانضباط ودقة المواعيد والتقيد بأنظمة وقوانين الدول التي نقصدها واحترام الديانات الأخرى ومعنى التعايش، -فوائد تتجاوز الأعداد والأرقام – وسمات عامة وخاصة نأخذها بعين الاعتبار في جميع المدن السياحية سواء كانت مركزاً سياحياً وفنياً عالمياً مثل مدينة «لاس فيغاس» التي يقصدها 37 مليون سائح سنوياً مختلفة دياناتهم وعقائدهم ومذاهبهم، أو غيرها من أنحاء العالم فلن يسخط أو يعيب أحد على آخر أو ينكر عليه، فالحرية الشخصية عنوان لكل المواضيع. ومما لا شك فيه أن مبدأ العقائد والكيانات المقدسة راسخة في العقول والأرواح ولا يبحث عنها السائح ولن تجد من يمارس دور الوصاية على أحد، ولا مجال للتفنيد في معناه القوي بل هناك إجراء فكري يبطل كل الحجج ولا يمثل أي اعتراض فضلاً عن مواقف إنسانية مشرفة تجاه التعايش والانفتاح على كل ما هو كوني من جميع السياح على لختلاف ألوانهم وثقافاتهم. والنوع البشري يتجنب كثيراً من الروايات ويبحث عن النشاط الثقافي الذي أسهم في البناء العقلي عبر العصور وحدد الطاقات الذاتية التي تتنوع حسب الأصعدة الفكرية والعملية، والدور الكبير الذي أثمر عن تنمية القدرات وتوفير قاعدة معلومات مختلفة لها، فحياتنا الراهنة بما فيها من اجتهادات تعتد بالألقاب والعناوين وتحكمها الظروف المختلفة وأدوات الواقع العربي، وتنخرط في العوالم الأخرى بعقلية متزنة وكلقاءات حقيقية تحترم المكان مهما كان النقد ليصبح في السفر كل شيء مألوفاً وإن كانت الوجهة إلى مدينة الخطايا.
مشاركة :