من الأخبار السعيدة والجميلة اهتمام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمثقف، وإدراك الدور الذي يقوم به في تطوير المجتمعات وتحقيق رسالته النبيلة، فالقائمون على هذا المركز هم من أصحاب الكفاءات والمهارات، ومحط فخر للفكر وللوطن وإثراء الإعلام، ونشر الوعي في الساحات الثقافية والمعلومات والمستجدات التي يقوم بها، وتزويد الكتّاب والمثقفين بالبرامج التي يقدمها، وهذا من دواعي العمل الدؤوب والناجح، والعمل بجد ونشاط مهني مميز للمصلحة العامة. وينتج عن هذا التميز بنية إضافية تحقق روابط أخرى مع عدة اتجاهات، لتفعيل الأدوار، وإثبات القدرات المدونة في جدول الأعمال والتفرد بدلالات معينة ذات إستراتيجية عامة، وخصائص تتطابق مع سياسة المركز. فالمشروع الأسمى والأرقى هو الحوار من أجل السلام، والذي أسس قواعده في مملكتنا الحبيبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي تم تدشينه بين حكومة السعودية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعلم والثقافة "اليونسكو" وتنظيم آليات نشر ثقافة الحوار، وانتشال المجتمعات من التقوقع والمعلومات غير الصحيحة، وتساعد من خلال الطرح الإيجابي، تصحيح الأمثلة والدلائل لتلك الفئات التي تعمل ضد السلام الاجتماعي والإنساني، وإرساء الوسطية ودفن سلبيات التشدد والتطرف التي لازمت بعض العقول مما أدى إلى ترهيب الناس. فإذا كان لنا أن نتقدم نحو قرار حازم فعلى الجميع قبول ثقافة الحوار، وتحديد نظرية نشوء التطورات والارتقاء نحو مستقبل واعد، يحافظ على القيمة، ويقدم تفاصيل النتائج له، وقبول الآخر والعلاقات المبنية على الحوار الذي يحقق انصهار الخلافات واضطراب العلاقات والمفاهيم، وتمويل الذات الواعية التي تؤيد كل ما هو إنساني، وتجسد أبعادها الخيّرة، فالعوالم الاجتماعية غير محددة وثقافاتها مختلفة، وتعثر قبول الرأي الآخر تنبيه بخسائر جوهرية. وربط هذه الآلية بمجلس الشورى، يعقد شراكة فاعلة ويحقق صناعة حيوية للقرار، تتوافق وتطلعات خادم الحرمين الشريفين، وأهداف ذات قيمة عظيمة تحترم الواجب وتلتزم بمبدأ ينظم ويقود السلوك البشري، إلى علاقة تزكي الفعل والنفس، وتدحر مواطن الشر والتناقضات لكي تعود أعقابها بلا عودة. إننا بحضرة مجتمع يحلم بالكونية والمدنية، لولا آثار سلبية اعترضته، نتج عنها تشوهات كبيرة واضطرابات متعددة، ساهم الحوار في حل جزء منها، فكان استثماراً حقيقياً في إيقاظ البنية الإنسانية، والانتقال من مرحلة مفاهيم متدنية إلى مرحلة أخرى جادة تسعى للحفاظ على تلك البنية، وتجدد التعاقد معها وتعمل على رفعها من الشرائح الصاخبة. تواجهنا الحياة بالرفض والقبول دون تقديم أسباب لذلك، وهذا ما يدعونا إلى الانخراط في الدفاع عن أنفسنا وفي هذا الجانب نجيد الممارسة، قبل معرفة حقيقتها التي دعت إلى ذلك، فإن مقتضى التغيرات التي أصابت الحواس المتقلبة والزائفة عند الناس صنعت خللاً، وبالتحديد في الخطاب الموجه للعقول، فالحوار حقق التواصل والتفاهم بين الشعوب، وواجه العزلة القديمة بتقنيات مختلفة تعبر عن ثقافات تجعلها جميلة ومبدعة، ولعلنا نتفاءل بهذا الارتباط الذي ربط مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بمجلس الشورى، كما اقتضت مذكرة التعاون، وتفعيل هذا الدور وتنشيط علاقة المجلس بهموم المواطن، وتفعيل دوره أكثر، والمشاركة الفعالة في برامج الحوار.
مشاركة :