تحقيق إخباري: زين العابدين "حلاق الفقراء" المتجول في أحياء طرابلس الفقيرة بشمال لبنان

  • 5/22/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس، لبنان 21 مايو 2021 (شينخوا) ينطلق الشاب اللبناني زين العابدين صبيحة كل يوم على دراجته الهوائية في رحلة شاقة بين أحياء طرابلس الفقيرة بحثا عن زبائن يقص لهم شعرهم لتأمين قوت يومه بعدما تعذر عليه إيجاد فرصة عمل في مدينة تنتشر فيها البطالة وخصوصا في صفوف الشباب بشكل كبير. بزي المزين الرجالي الأبيض التقليدي وبضحكة لا تفارق وجهه، يشق ابن الـ32 عاما طريقه بين أحياء المدينة الأثرية والفقيرة مطلقا العنان لصوته عبر "ميكروفون" صغير يحمله لإبلاغ الزبائن بوصوله وخصوصا الأطفال منهم الذين يحبونه ويلتفون حوله للاستماع إلى القصص التي يحكيها لهم. ويرفع زين العابدين شعار "حلاق الفقراء" ويتقاضى مقابل قص الشعر ثلاثة آلاف ليرة لبنانية ما يعادل ربع دولار أمريكي تقريبا. كما يقدم زين العابدين مع قص الشعر تدليك مجاني لمن يرغب من الزبائن الذين باتوا ينتظرونه خصوصا وانه يمتلك موهبة رواية القصص المستمدة من التاريخ العربي، وهي موهبة يستغلها في شهر رمضان لرواية القصص في المقاهي الشعبية والحصول على بعض المال. ووفق برنامج أسبوعي، حط زين العابدين رحاله في حي باب الرمل أحد الأحياء الفقيرة في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، حيث كان ينتظره عدد من الزبائن، وجمهور كبير من النظارة من على شرفات المنازل يتحلق دائما لمتابعة الحلاقة التي تجري بعض فصولها على الرصيف في ظاهرة كان عايشها كبار السن في حقبة كانت انقرضت لحساب صالون الحلاقة ومزين الشعر. وقال زين العابدين لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يحمل مقصه وممشطه ويقص لأحد الأطفال "أعمل بمهنة الحلاقة منذ طفولتي وتعلمت معها التدليك وكنت أعمل سابقا في أحد صالونات الحلاقة في المدينة، لكن في الفترة الأخيرة لم يعد ما اتقاضاه من عملي في الصالون كافيا لمعيشتي مع زوجتي، فقررت بداية فتح صالون حلاقة لكن امكانياتي المالية لم تسمح بذلك". وأضاف "بعد تفكير طويل خطرت ببالي فكرة العمل كحلاق متجول، وقمت بشراء دراجة هوائية وبعض الأدوات التي تستخدم في قص الشعر حيث بدأت قبل عدة اشهر بالعمل في الحي الذي اقيم فيه وهو من بين الأحياء الفقيرة في المدينة". وتابع "في بداية الأمر وجدت صعوبة في اقناع الزبائن بقص شعرهم على الرصيف او أمام محالهم وبسطاتهم لأن بعضهم يعتبرون الأمر معيبا، لذلك تركز عملي على الأطفال الذين كانوا يستمتعون بالقصص التي أرويها لهم". وقال "مع الوقت شرع الشبان والرجال وخصوصا كبار السن يستلطفونني، وبدأت انتقل من حي إلى آخر ليصبح لدي زبائن يتصلون بي لقص الشعر ومعظمهم ممن يعملون في ورش صيانة السيارات". وأكد وهو يوزع ابتساماته على الأطفال والمارة أنه مضطر للعمل لأن زوجته من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحتاج إلى علاج دائم. وأضاف "لو تمكنت في المستقبل من افتتاح صالون حلاقة خاص بي سأبقى اخصص يوما لزيارة الأحياء الفقيرة بدراجتي لحلاقة شعر الأطفال الفقراء الذين لا قدرة لهم على الذهاب إلى الصالون لدفع أضعاف ما اتقاضاه منهم". بدوره، قال خالد سعيد أحد زبائن زين العابدين بعدما قص شعره، لـ((شينخوا)) "زين شاب لطيف وعصامي يريد أن يعيش بكرامته بشكل يراعي أوضاع الآخرين الصعبة اقتصاديا وماليا". وتعتبر طرابلس وفق تقارير دولية من بين أكثر المدن فقرا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وترتفع فيها نسبة البطالة التي تضاعفت في العامين الماضيين بحسب تقارير رسمية، نتيجة أزمات اقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة أدت لارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المائة وإلى تفاقم التضخم وانهيار العملة المحلية وتآكل القدرة الشرائية والمدخرات ووقف المصارف لسحوبات الودائع بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية. /نهاية الخبر/

مشاركة :