مع مرور الأيام تتكشف المزيد من الحقائق التي تبين لمن لم يكن يعرف حقيقة النوايا التي كان ولا يزال يبيتها ويخفيها أعداء الأمة المتسترون بأشكال متعددة وأساليب متنوعة، أملا في عدم انكشاف تلك المخططات حتى الوصول إلى أهدافهم الإجرامية الخبيثة التي أصبحت ماثلة للعيان في العراق وسوريا واليمن ولا تحتاج إلى كثير من التأمل حتى ندرك جميعاً الخطر الذي كان ولا يزال يحيط بدولنا الخليجية التي هي محور العالم العربي. في هذه الحقبة من الزمن وليس في ذلك اقتصار من دور أحد، فكل الدول العربية من الواجب الديني والقومي أن تكون متحدة ومتعاونة للتصدي لجميع المخاطر وذلك مع الأخذ بالحسبان التغييرات الجوهرية التي بدأت تظهر في مواقف الدول ذات التأثير في السياسات الدولية وهو ما ينبغي معه أن تكون الدول العربية جمعياً مستعدة لأي تغييرات قد تحدث في موازين القوى العالمية، ولكن والحال لا يزال في طور التطلعات فإن المبادرة اليوم هي لدى دول الخليج العربي أي دول جزيرة العرب فهذه الدول هي أس العرب ومهبط الدين الإسلامي الحنيف وهاتان الخصلتان هما ما يثير الحقد والحسد والكره الدفين لدى الأعداء الذين نعرفهم جميعاً وأصبحوا يصرحون نهاراً جهاراً أنهم قادمون لتطهير جزيرة العرب، ولذلك فإن مثل هذه التصريحات تتم بموازاتها أفعال على أرض الواقع وليس بعيداً ما تم في اليمن؛ حيث تم التخطيط بليل وبمسميات وأدوات مختلفة للوصول إلى الاستيلاء على سلطة شعب بأكمله وبقوة السلاح وكانت عاصفة الحزم هي الرد المناسب من دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودعم بقية دول التحالف العربي والذي كان ذلك الفعل مساوياً ورادعاً لتلك الخطوة الأجرامية التي أقدمت عليها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح. وهنا تبدأ المرحلة الحقيقة للصراع ولا تنتهي، فعاصفة الحزم بتوفيق الله وعونه لا بد أن تستمر حتى يتم الحسم الكامل وحتى لا يبقى أي تأثير أو موطئ قدم للأعداء الذين يستخدمون فئة قليلة من اليمنيين للتنكيل ببقية الغالبية العظمى من الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار دول الجوار التي تربطهم باليمن روابط لا يمكن لأحد أن يتخطاها أو يتجاوزها، فهي روابط دين ودم وجيرة وتاريخ مشترك وستبقى هذه الروابط حتى قيام الساعة وهو ما يعني أن معركة اليمن هي الفيصل الحقيقي بيننا في دول مجلس التعاون الخليجي وبين من يتربص بنا وبالأمة التي تعيش في وضع لا تحسد عليه وهو ما يجعل المبادرة لدى دولنا الخليجية التي بدورها تخوض حرباً مصيرية لا مفر من العمل للنصر المؤزر فيها بإذن الله تعالى، ومعركة اليمن هي حجر الزاوية التي سيبنى عليها وهي أهم من الحروب في سوريا والعراق من جهة تأثيراتها وخطورتها على دولنا وعلى المشروع العربي بأكمله، فالحرب في العراق ستنتهي لا محالة بكنس العملاء وفي سوريا كذلك سينتهي بشار ومن معه طال الزمن أم قصر ودون تدخل من دولنا، لكن الخطر الحقيقي بل أكثر من ذلك هو أن تكون اليمن في أيدي الأعداء ولذلك فعاصفة الحزم بدأت بقوة ضد الخارجين على القانون وعملاء الخارج ولا بد أن تستمر بعون الله حتى تنتهي بمعركة الحسم التام الذي به يتحقق النصر وتعود اليمن إلى موقعها الطبيعي كجزء لا يتجزأ من منظومتنا الخليجية. .. العرب القطرية
مشاركة :