غزة/محمد ماجد/ الأناضول ينظر المزارع الفلسطيني إياد العطار (46 عاما)، بحسرة إلى مزرعته السمكية التي دمرتها إسرائيل بشكل كامل، خلال عدوانها على قطاع غزة. " مأساة بكل ما تحمله الكلمة"، هكذا وصف العطار الدمار الواسع الذي حلّ بمزرعته في منطقة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، التي تعتبر شريان الحياة له ولعائلته. وتعرضت المناطق المجاورة للمزرعة، من مختلف الاتجاهات لقصف إسرائيلي عنيف، ما تسببت بإلحاق دمار واسع فيها. وما أن تدخل مزرعة العطار، حتى ترى الدمار الواسع، والأسماك متناثرة في جميع الجهات، وأحواض المياه ممزقة، والقليل من السمك الصغير يلفظ أنفاسه الأخيرة. ويحاول العطار الذي ارتسمت على وجهه ملامح الغضب من هول المشهد، أن ينقذ بعض الأسماك ليضعها في حوض آخر نظيف. وفي ذات الوقت، يعمل أحد أبنائه على إزالة الأسماك النافقة والركام من داخل أحواض المياه. ويقول العطار، إنه أصبح الآن "عاطلا عن العمل" بعد تدمير مزرعته. ويضيف إن المزرعة كانت تعيل أسرته المكونة من 10 أبناء، اثنين منهم "متزوجين". ولم يتسبب تدمير المزرعة بالحسرة للعطار الأب فقط، بل لابنه "ديب" الذي كان ينتظر موسم الأسماك أواخر مايو/أيار الجاري، ليتمكن من توفير العلاج لنفسه، حيث يعاني من "مشكلات في القدرة على الإنجاب". يقول العطار "الأب" لمراسل الأناضول "إن الاحتلال دمر مصدر رزقي، ورزق أبنائي العشرة، الوحيد، خلال عدوانه على قطاع غزة". ويضيف "تفاجئنا من الدمار الذي لحق بالمزرعة والأسماك دون أي سبب يذكر". وتابع "كنا ننتظر موسم السمك هذا العام لنغطي الديون ومعالجة أحد أبنائي ليتمكن من الإنجاب، لكن كل تلك الأماني ذهبت أدراج الرياح". ولفت إلى أن المزرعة "تم تدميرها بشكل كامل، ونفق 5 آلاف كيلو غرام من سمك البلطي". وقدر العطار تكلفة الخسائر بنحو "35 ألف دولار أمريكي"، وتنقسم إلى خسائر مباشرة جراء نفوق الأسماك، وأخرى متعلقة بإعادة الترميم، وإصلاح البنية التحتية من جديد، وصيانة برك المياه. وفجر 21 مايو/أيار الجاري، جرى تنفيذ لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد هجوم شنته الأخيرة على القطاع استمر 11 يوما. ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها إسرائيل في مدينة القدس المحتلة، وخاصة بالمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين. وتصاعد التوتر في قطاع غزة بشكل كبير بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة فيه منذ 10 مايو/ أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في المباني والبنية التحتية. وأسفر العدوان الإسرائيلي، عن سقوط 280 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :