«القهوة فن» مبادرة شبابية في شوارع مصر

  • 10/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الفن هو روح الشعوب ودافعها للأمام، ومرآة يرى فيها المجتمع نفسه، ومقياس يتعرف من خلاله الآخرون ماهية هذا الشعب ومدى حبه للحياة والفنون والإبداع، وبالطبع لا يألوا المصريون جهداً في تطويع مختلف الفنون للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم وأحلامهم التي تتجاوز واقعهم وظروفهم الاجتماعية الصعبة التي أثرت سلبا على مستوى الفن والإبداع، ما جعل بعض الشباب العازفين حاليا يسعى إلى إعادة روح الفن إلى الشارع، ومحاولة محو حالة الكآبة والرتابة التي أحدثها توتر الأوضاع السياسية. بجهد ومثابرة حمل هؤلاء الشباب المهمة على عاتقهم، وتوجهوا إلى أماكن تجمع المواطنين لاسيّما المقاهي، واتخذوا منها منابر يعرضون من خلالها فنونهم دون أجر أو مقابل مادي، لتكون تلك أول مبادرة فنية شبابية تذهب للجمهور وليس العكس، فيما اللافت أنّ المبادرة تركّز على اختيار المناطق الشعبية لتقديم فنها، ولا تولي اهتماماً كبيراً للمناطق الراقية التي لديها روافد ثقافية وفنية متعددة. القهوة فن وتأسست مبادرة القهوة فن في يوليو 2014، وبدأت أولى فعالياتها على أحد مقاهي القاهرة ليكون المقهى بما يضمنه من جمهور متنوع ساحة مثالية لتقديم موهبتهم في العزف والغناء، بل والعمل على اكتشاف مواهب جديدة، من خلال فتح الباب للمتطوعين والمتدربين الجدد، وقدمت حتى الآن تسعة عروض على مقاهٍ مختلفة في عدد من الأحياء الشعبية. ويوضح مصطفى سليمان مؤسس مبادرة القهوة فن، أنّ أول فعالية قدمتها المبادرة في يوليو 2014، خلال شهر رمضان المعظّم، قابلها الجمهور بالدهشة في البداية، ثمّ لاقت استحسانا وترحيبا كبيرين فيما بعد، وكانت الفعالية تجربة لخلق ساحة جديدة لتقديم الفنون المختلفة بعيدا عن الأماكن التقليدية والقاعات المغلقة، موضحا أنّ كثيرا من المواطنين فقدوا اهتمامهم بالفنون لأنها أصبحت حكرا على الطبقات الثرية، بعد أن أصبحت رسوم دخول أي حفل أعلى من قدرات المواطن العادي. وأكد سليمان أنّ كل فعالية من فعاليات المبادرة تقام بمقهى مختلف، ويبدأ خلالها شباب المبادرة باستعراض مواهبهم المختلفة بعد تدريبات عديدة، وأخيراً تمّ إدخال الشعر أيضا ضمن العروض كما يتم حاليا إعداد مهرجان للكتاب، فضلاً عن تنظيم مسابقة للقصة القصيرة والشعر، على أن يتبعها إصدار كتاب يضم الأعمال الفائزة، مضيفا أنّ المبادرة لا تتلقى تمويلا من أي جهة مصرية أو أجنبية، بل تعتمد على الجهود الذاتية للشباب المشاركين. مبادرات لحظية! بدوره، يؤكد الروائي مكاوي سعيد، أنّ المبادرات الثقافية والفنية التي ظهرت في أعقاب ثورة 25 يناير لا يمكن أن توصف بأنّها مشروع ثقافي متكامل، بل مجرد مبادرات لحظية لا تمثّل فارقا في الحياة الثقافية، موضحا أنّ المشروع الثقافي يجب أن يكون متكاملًا ويقوم عليه متخصصون وفق منهج واضح وجدول لأنشطته وفعاليته، ودعاية إعلامية تصل به إلى كل منزل، مؤكدا أنّ الخروج من المأزق الثقافي الذي وقعت فيه مصر لن يتم سوى بتدخل الدولة ورعايتها لجميع المشاريع الثقافية المطروحة بما فيها المبادرات الشبابية.

مشاركة :