اختتمت أمس الأول بمعهد الشارقة للتراث فعاليات وأنشطة النسخة ال15 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، التي حضرها أكثر من 116ألف زائر، واستمرت من 27سبتمبر/ أيلول الماضي حتى الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وحظيت برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. شهد حفل الختام تكريم المشاركين والضيوف والرعاة، وكل من ساهم في إنجاح الملتقى من قبل عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد. وأعرب المسلم عن سعادته بمشاركة رواة وحكواتيين ومختصين في الأدب الشعبي والحكاية الشعبية، من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، في فعاليات دورة هذا العام، وأشار إلى أنهم أتوا بتجاربهم في عالم الرواة والروايات، وأساليب سردها الخاصة، وقصص وحكايات تراثية وشعبية، وأبان أن فعاليات الملتقى فاقت ال30 فعالية هذا العام، بمشاركة وحضور نحو 116 ألف شخص. وأضاف: سيجري العمل في الدورة المقبلة على توسعة فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، خصوصاً فعاليات شارع الحكايات، وستُنقل إلى قلب الشارقة، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح. وشهد الملتقى فعاليات وبرامج متنوعة وغنية، من بينها ندوة فكرية قدم فيها عدة أوراق عمل عن السرد العربي القديم، وطاولة مستديرة عرضت تجارب وشهادات في فنون السرد الشفهي، وفعاليات متنوعة في شارع الحكايات، وغيرها من الفعاليات والبرامج، وسعى الملتقى إلى التأكيد على أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم، وعلى مدى إيمانه بقدراتهم وإمكاناتهم، وتقديراً ووفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة. وأشار المسلم إلى أن الملتقى يسعى إلى لفت الأنظار لأهمية الموروث الشفاهي، وضرورة الاهتمام بحملته من الكنوز البشرية الحية، فالمخزون في الصدور أكبر بكثير مما جمع أو بحث أو درس، والهمة في هذا الطريق تحتاج إلى المزيد من الجهد لتوثيق مجمل المادة الشعبية والإحاطة بفضاء التراث الثقافي، ويركز على أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم، في ظل سعي معهد الشارقة للتراث المستمر إلى تطوير هذه الفعالية في مختلف المجالات. ولفت إلى أن رد الاعتبار عملية صعبة جداً، وهناك تجارب عربية شاهدناها وهي تجارب مهمة جداً، مثل حكواتي البلد في لبنان، والراوي في المغرب، وهما تجربتان عربيتان كبيرتان لرد الاعتبار للراوي، ووجدنا فيهما أسلوباً حديثاً، ومثابرة وتخطيط جميل، ونتمنى مزجها هنا لوضع آليات وأسس لرد اعتبار الراوي. وأوضح، قائلاً: يجب أن يكون الراوي على هامش الفعاليات، بل يجب أن يكون المحور الرئيسي للفعاليات، وعندئذ سنتمكن من رد الاعتبار له، كما يجب مكافأة الراوي بشكل مجز، ليكون في مقام الممثل أو المطرب أو المؤدي، فهو لاعب رئيسي ولا يجوز تهميشه. وأضاف المسلم: الملتقى يستكمل المسيرة السابقة للاهتمام بالراوي، التي كانت ابتدأت بيوم الراوي، في عام 2001، وبالحقيقة، انطلقت الفعاليات الأساسية ليوم الراوي منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما كانت دائرة الثقافة حينها، على اتصال بالرواة وإقامة الجلسات الخاصة، وتطورت مع مرور الوقت من احتفالية تكريمية إلى برنامج متكامل، ويأتي الملتقى للاحتفاء بالكنوز البشرية وحملة التراث الشفهي والعادات والتقاليد. وتابع: الشارقة منذ 15 سنة دأبت على الاحتفال بالراوي شخصية إبداعية وثقافية خاصة، لها كثير من التأثير الإيجابي في المجتمع، لما تنقله من تراث ثقافي وأدب شعبي، ما يمكنها من نقل حكم الماضي والأمثال والحكايات والتاريخ الشفهي للأجيال الجديدة.
مشاركة :