نشر الاحتلال الإسرائيلي المئات من عناصره للبحث عن منفذي إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل مستوطنين اثنين أحدهما ضابط كبير في الاستخبارات قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، معلناً المدينة منطقة عسكرية مغلقة، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين في عدة مناطق في الضفة الغربية، أسفرت عن إصابة العشرات، في وقت فرضت سلطات الاحتلال قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وسمحت فقط لمن تجاوز عمره ال50 عاماً بدخول المسجد، كما انتشرت قوات معززة من الشرطة في محيط الأقصى، وأدى المنع إلى أداء آلاف الفلسطينيين الصلاة في شوارع وطرقات المدينة، في حين توغلت قوات الاحتلال في أراضي شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة، وقامت بأعمال تمشيط وتجريف المنطقة، كما أطلقت عشرة مناطيد تجسس بالمنطقة في حالة غير مسبوقة. وأكد الاحتلال أن القتيلين في نابلس هما ضابط الاحتياط بوحدة هيئة الأركان الخاصة ويدعى ايتام هنكين وزوجته نعماه. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن مئات الجنود يقومون بعمليات بحث مكثفة في الضفة الغربية المحتلة بحثاً عن المسؤولين عن مقتل المستوطنين الاثنين وإصابة أربعة مساء أمس الأول الخميس قرب مستوطنة إيتمار جنوب شرقي نابلس، وأوضح المتحدث أرييه أن عمليات البحث تشمل نشر عناصر على الأرض، والقيام بجهود استخبارية كبيرة. وكان جيش الحرب أعلن إرسال تعزيزات من أربع كتائب لتفادي أي تصعيد في المنطقة القريبة من مكان الهجوم. وعقب عملية إطلاق النار، أعلن مدينة نابلس منطقة عسكرية، وشدد الإجراءات على مداخل ومخارج المدينة. وذكرت صحيفة معاريف أن رجالاً على متن آلية فلسطينية أبطأوا السير عند مفترق بالقرب من سيارة عائلة هينكن وقاموا بإطلاق النار من رشاش قبل أن يلوذوا بالفرار. وفي بيان نشر على موقع إلكتروني، تبنت الهجوم مجموعة تطلق على نفسها اسم كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، وقالت إنها مرتبطة بحركة فتح، فيما باركت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس العملية ودعت إلى المزيد. وشن العديد من المستوطنين هجمات عنيفة على البلدات الفلسطينية في مدن عدة، واعتدوا على سيارات الإسعاف وعشرات المركبات التابعة للفلسطينيين في القرى القريبة من نابلس. ووقعت أعنف المواجهات في بلدتي بورين وحوارة جنوبي المدينة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين تصدوا لهذه الهجمات، وامتدت هجمات المستوطنين لتشمل العديد من البلدات والقرى في عدة مدن فلسطينية مثل رام الله وقلقيلية وسلفيت والخليل، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية. وهاجم مستوطنون منزل فلسطيني وأحرقوا سيارته في بيتللو، كما شهد محيط بلدة بيت فوريك قرب نابلس وجوداً عسكرياً مكثفاً عقب العملية. وفي بلدة حوارة قرب نابلس استطاع أهالي البلدة منع امتداد النيران التي أشعلها المستوطنون بشكل متعمد في محيط إحدى المتنزهات. واعتقل جيش الاحتلال ستة أطفال في بلدة تقوع شرقي مدينة بيت لحم. واحتشد عشرات المستوطنين على مدخل بلدة سعير قرب الخليل في محاولة لتنفيذ هجمات واعتداءات على منازل الفلسطينيين وقاموا بمهاجمة مركبات الفلسطينيين حيث تصدى عشرات من سكان المنطقة للمستوطنين الذين قامت قوات الاحتلال بحمايتهم. وفي قلقيلية احتشد عشرات المستوطنين قرب قريتي جيت وإماتين، كما أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق وإغماء متفاوتة قرب رام الله. كما اعتدى مستوطنون على مركبات الفلسطينيين المارة بمحاذاة مستوطنة بيت إيل. وذكر مصدر فلسطيني أن فلسطينيين أصيبا بجروح جراء إطلاق الاحتلال الرصاص لتفريق مسيرة في قرية كفر قدوم القريبة من نابلس. وأدان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عملية إطلاق النار، وقال في بيان إنه سيتحدث مع كل من وزير حربه ورئيس هيئة الأركان العامة ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) في الخطوات التي سيتم اتخاذها.ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الهدوء وضبط النفس في أعقاب العملية بالقرب من بلدة بيت فوريك في الضفة الغربية، فيما دانت الولايات المتحدة العملية بشدة.(وكالات)
مشاركة :