اعتبر الشاعر عبدالوهاب العريض أن فوز الشاعر أحمد الملا بجائزة محمد الثبيتي لهذا العام شكلت انتصارًا لقصيدة النثر في المملكة، مطالبًا بضرورة إدراجها ضمن المناهج المدرسية الحديثة، لتحريك الذائقة الجمالية لدى المتلقي وإخراجه من قصائد مكرورة في الشعر الفصيحي أو الشعبي. معتبرًا أنه «رغم مرور كل هذا الزمن حول مفاهيم قصيدة النثر والقصيدة الموزونة ذات البحور الخليلية، إلا أن العالم العربي تحديداً لا زال أسير تلك الذائقة المنبرية، بل ازدادت في الآونة الأخيرة مع تنامي الظاهرة الفضائية التي تدعم الرؤى القبلية في قنوات لا تحمل في داخلها سوى الكثير من الثرثرة التي عفا عليها الزمن ولكنها متوقفة ربما في الجزيرة العربية وربما في الخليج بشكل خاص، نرى بأن قصيدة النثر التي تؤكد سوزان برنار بأنها مستخدمة في أوربا منذ القرن الثامن عشر، ورغم محاولات التقعيد التي جاءت في العشرين سنة الماضية من قبل الكثير من النقاد إلا أن الذائقة لا زالت متأثرة بالقصيدة المنبرية، وتبقى قصيدة النثر هي قصيدة النخبة». جاء ذلك خلال الأمسية الشعرية التي أقامها «منتدى الشعر» بجمعية الثقافة والفنون في الدمام يوم الأول من أمس، شاركتها فيها الشاعرة هدى المبارك، وصحبهما العازف على آلة العود الفنان نبيل الزاير. حيث استهل العريض الأمسية بقراءة نصوص من مجموعته الشعرية الجديدة، ومن قصيدة «يستديرون بالوجع»، التي يقول فيها: يستديرون بالوجع / الليلُ ينكسرُ على وسائد بابِ غرفتِكَ الحديدي وبين روحِكَ المائلةَ على كتفِ الأصدقاءِ تغضُّ الطرف عنهم حينما يستديرون بالوجع تُعيدُ الغناءَ على طريقة القلب تنهمر بين حوافِّ الجدار والانكسار في هزيع الليل ولا شيء سواك وبين الطفولةِ وماءِ الروح يسكن عبقُ المطر هواء سكون وبينهما حالمٌ بالصعود فوقَ الريح فيما قدمت الشاعرة هدى المبارك، عدة نصوص، منها « تـَصوُّفْ»، وفيها تقول: انبعثتُ بصوتٍ لا يحملُ إلاّ لهجة شرقيّة، عزف ناي ٍ، ضربُ دفٍّ، و متصوّفٌ يدور.. يدووور. إلهي! أنّى لي أن أجد وسادةً لغفوةِ فتيْةِ الكهفِ؟! لو أنيّ هربتُ، جريتُ، غبتُ، سـ أظهرُ عِنوةً لقومٍ آخرين! مُثيرةً ريبة/ ظنون.. و تـُثارُ فيَّ حسْرة المجهـُول. واحد وعشرونَ حَـولاً من الغيـَاب، أترفّقُ بالليل علّه يسرِعُ للفَجْر، أترفّقُ بالقمرِ لعلّه يضيئنا ثلاثين ليلة، شهرا وشهر! أوقِفُ الصُّوفيّ، لـ ربّمـا استبصر أنّ الدنيـا وحدها التي تدور وتدووور. المبارك أوضحت أنها تكتب لحياة وللبقاء على قيدها، للغياب الذين رحلوا وللقادمين الذين لم يصلوا بعد، تكتب تفاصيل اكتشاف الذات وعوالمها، الروتين اليومي الذي تختزل به ذاكرة الزمان والمكان والرائحة، علاقتها بدأت مع الاستماع قبل بلوغها لمرحلة المقدرة على القراءة، (نزار قباني، سعاد الصباح، محمود درويش، نازك الملائكة، وغيرهم) أما الآن فهي تحاول أن تطلع وتقرأ لكل غريب وجديد ومترجم يقع بين يديّها. أما عن قصيدة النثر فأجابت أنها لا أستطيع أن تجزم أن قصيدة النثر لا مكان لها أو لا وجود بين قصيدة الفصحى أو النبطية بل هي جزء لا يتجزأ منهم لو بحثنا على العمق في الكتابة، فلذلك هي موجودة ومكانتها محفوظة بصورة مخملية وإن لم يكن هناك وعي لذلك. المزيد من الصور :
مشاركة :