باتت تحية «الإسلام» وســيلة «عمّــال النظافـــة» لاستـعطاف قلــوب الناس، ولفت أنظارهم، لتصبح «شفرة تسول»، ربما وضعت في راحة أيديهم دراهم معدودة. ويترفع «عامل النظافة» عن طلب المال مباشرة من الناس، على رغم الفاقة البادية على محياه، فينطلق من مبدأ «إفشاء السلام على من عرفت ومن لا تعرف»، ليخرج منها بإحدى الحسنيين، إما الفوز بالصدقة، أو نيل ثواب المبادرة بالسلام. ويعتبر وقوف عامل النظافة عند إشارات المرور، وهو ممسك بـ«المكنسة والمجرفة»، واقترابه من نوافذ المركبات والتمتمة بـ«السلام»، مشهداً انتقل كذلك إلى المراكز التجارية، إذ يتمركز عمّال النظافة عند طاولات المطاعم المفتوحة على الشارع، يقفون بجوارها ويلقون «السلام»، حاملين في أيديهم اليسرى «المنظف»، و«قطعة قماش» بأيديهم اليمنى، مستبقين النظر لعل أحداً من الجالسين يُدخل يده إلى حقيبته أو جيبه، فيخرج ما تجود به نفسه، ويضعها في أكفهم. ويعود استخدام هذه الحيلة من جانب عمّال النظافة إلى تدني رواتبهم الشهرية، التي «لا تسمن ولا تغني من جوع»، فهي في أحسن الحالات لا تتجاوز 300 ريال، إضافة إلى قسوة العمل تحت حرارة أشعة الشمس، ما دفع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان إلى المطالبة برفع أجورهم الشهرية، وتوفير الحد المعقول من الحياة الكريمة لهم، وتجديد إقاماتهم فوراً عند انتهائها، وصرف رواتبهم كل شهر، وعدم تأخيرها. وكانت أمانة محافظة جدة أعلنت في وقت سابق عزمها رفع رواتب عمّال النظافة، لتكون 700 ريال بدلاً من 300 ريال، وذلك وفقاً لنظام العمل والعمال. إلا أن ذلك لم يمنع كثير من المتطوعين في تفعيل بعض المبادرات الإنسانية لعمّال النظافة، منها مبادرة إطعام عمال النظافة، وتوزيع الهدايا، ومبادرة «زيك أنا إنسان» وغيرها من المبادرات. كما أطلقت أمانة المنطقة الشرقية خلال شهري رمضان وشوال الماضيين، مبادرة لتكريم عمّال النظافة، وتوزيع الهدايا عليهم، وتوعية المواطنين والمقيمين بالدور «الحيوي» الذي يقوم به هؤلاء العمال في تنظيف المدن.
مشاركة :