إيران.. فاقد الشيء لا يعطيه - محمد الوعيل

  • 10/4/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

في الأمم المتحدة، كان النهج واضحاً وصريحاً ومحدداً.. كانت المملكة وهي تتصدى لحملة التشويه الإيرانية المتعمدة بسوء نية، واستغلال حادثة التدافع في منى، لتحقيق مكاسب سياسية، ووراءها أطماع وهمية بالزعامة، إنما تؤكد للعالم أن هناك فرقا بين "الجعجعة" والمتاجرة السياسية، وبين حجم الإنجاز التاريخي الذي لا ينتقص منه حادث عرضي. المملكة وعلى لسان وزير الخارجية الشجاع، عادل الجبير، وفي هذا المحفل الدولي، كشفت عن الوجه القبيح لبعض السياسات الإقليمية، التي لم تكتفِ بالتهويل، فلجأت إلى التزوير والاختلاق.. وما حديث الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي يطلقون عليه "المعتدل" إلا استمرار لنفس المنبع الكريه، حيث لا اعتدال يبدو في مؤسسات الحكم الإيرانية. عندما يدعو روحاني، لإجراء تحقيق دولي، في مأساة التدافع، فإنما يكشف عن حجم الخدع التي تمارس باسم الدين، عدا أن مثل هذه الدعوة تدخل مرفوض في شأن سعودي داخلي، لم تتجاهله الدولة السعودية، بل تحقق في مسبباته، فإنها أيضاً سابقة دولية، ربما تجعلنا نتعامل بالمثل، ونطالب بإجراء تحقيقات دولية، وبل تقديم أكبر رؤوس في النظام الإيراني للعدالة الدولية لارتكابهم جرائم حرب وإبادة وتهجير ممنهج سواء ضد أشقائنا الأحوازيين، أو الحرب الطائفية التي تمنع حتى إقامة مسجد واحد للسنة في قلب العاصمة طهران. إيران التي تتشدق بوهم الزعامة الإسلامية، تمنع الحديث بالعربية، وتحظر التعليم بها، ولا تسمح بمجرد مسجد، فيما الغرب "الكافر" والشيطان الأكبر الذي هو أميركا التي كانوا يلعنونها صباح مساء، لا تمنع إقامة أي مسجد.. فأي تناقض أخلاقي هذا؟! وحسناً فعل وزير الخارجية، عادل الجبير، عندما لقن كل إيران درساً واضحاً، من أنهم آخر من يتحدث عن السعي لاستقرار المنطقة. لولا إيران لما كان هناك الخراب والدمار والقتل الذي نشهده الآن في سورية، فهي تدعم نظام بشار الأسد، عن طريق إرسالها لآلاف المقاتلين الإيرانيين، وإشعالهم للفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في سورية والمنطقة بأكملها، وتجنيدهم لميليشيات حزب الله وميليشيات أخرى في المنطقة، وإرسالها لسورية للدفاع عن نظام الأسد.. لولا إيران لما كانت المشكلة في اليمن، فهي التي زرعت الحوثيين ومولتهم بالمال والسلاح، وشجعتهم على الانقلاب على السلطة الوطنية اليمنية، وكما قال الجبير فإن الإيرانيين هم أحد أهم الأسباب الرئيسة للحرب في اليمن.  ولولا إيران، لما كانت هذه الرعاية العلنية لكل الفصائل والجماعات التي تقوم بالتخريب وتحدي سيادة الدول العربية وإسقاطها في بؤرة الفوضى، اسألوا لبنان، والبحرين، والكويت، والإمارات، ومصر، والمغرب. على إيران أن تعود لرشدها، وتتوقف عن الهراء والمتاجرة بمأساة تشاركنا في الشعور بفداحتها، وعلى كل سياسيي إيران أن يدركوا أن هذه البلاد قيادة وحكومة وشعباً، لن تسكت على أي إساءة، ولن تسمح بأي استغلال.. ومن كان بيته من زجاج، فلا يقذف الآخرين بالحجارة.! باختصار.. فاقد الشيء لا يعطيه.

مشاركة :