يواصل طريق «العيون - العقير»، تسجيل الذكريات الحزينة والمؤلمة للعديد من الأسر والعائلات، نتيجة الحوادث المرورية المتكررة، والتي كان آخرها 3 وفيات من بينهم طفلان، لتضيف الواقعة عمقا جديدا لسنوات من المعاناة مع الطريق ذي المسار الواحد، على الرغم من كثرة المرتادين وعبور السيارات الصغيرة والشاحنات الكبيرة، وازدحامه في أيام العطل والإجازات ومناسبات الأعياد.وطالب مواطنون بأهمية حل مشكلة الطريق بشكل جذري، والعمل على ازدواجه وإنارته ومتابعة حال الشاحنات الكبيرة، إلى جانب أهمية وجود مركز للهلال الأحمر بمنتصف الطريق.الهلال الأحمروحول ملابسات الحادث الأخير، أوضح المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر في المنطقة الشرقية فهد الغامدي، لـ«اليوم»، أنه ورد إلى غرفة العمليات بلاغ من مواطن عند الساعة 2:41 فجر يوم الجمعة الموافق 16 /10 /1442هـ عن حادث تصادم بطريق العقير العيون «قبل العقير بـ10 كيلو مترات»، وعلى الفور، تم توجيه 4 فرق إسعاف، برفقة القيادة الميدانية، للموقع وتبين وجود 3 مصابين؛ اثنان منهما بحالة متوسطة، وحالة خطيرة، وحالة وفاة واحدة، وتم تقديم الخدمة الطبية الإسعافية ونقلهم لمستشفى العيون.تفاصيل الحادثوالد الطفلين المتوفيين فيصل المريسل قال: «الحمد لله على قضاء الله وقدره، فعلى هذا الطريق فقدت طفليّ هتان وسعد، أسأل الله أن يتغمدهما بواسع رحمته وأن يشفي زوجتي المنومة والتي لا تعلم عن حالنا ولا عن وفاة أطفالنا وأن يشفيني مما أنا فيه»، مضيفا: قررت أنا وأسرتي زوجتي وطفلاي الاثنان أن نذهب لشاطئ العقير لقضاء وقت جميل، وخلال السير على طريق العيون العقير، فوجئت بسيارة تتجه إلينا، فحاولت بقدر ما أستطيع أن أبتعد عن السيارة القادمة، إلا أنني لم أتمكن من ذلك، وكان آخر شيء سمعته صرخات أحد أطفالي لفترة بسيطة.وطالب والدي الضحيتين بأهمية إعادة النظر في الطريق، مشيرا إلى أنه من الطرق المهمة التي يقصدها الكثير، وشدد على أهمية العمل على ازدواجيته وتوسعته قدر المستطاع، وكذلك إنارته حفاظا على سلامة مرتاديه.مطالب السلامةوذكر المواطن حمد الوحيمد «خال الطفلين»، أن حوادث الطريق مستمرة منذ سنوات طويلة، مشيرا إلى أن هذا الطريق يفتقد لأبسط مطالب السلامة والأمان التي يمكن أن تجنب المخاطر، وقبل أيام فقدت ابني أختي «هتان» و«سعد» وإصابة والديهما، بسبب حادث مؤلم على هذا الطريق.ووجه رسالة إلى الجهات المعنية بضرورة النظر في حال هذا الطريق الذي يحتاج إلى عمل وتطوير، مشيرا إلى أهمية العمل على ازدواجه وإنارته، بالإضافة إلى وجود مركز للهلال الأحمر، خاصة وأن هناك الكثير من العائلات والأسر تقصد هذا الطريق للخروج الى شاطئ العقير للترويح عن النفس والتنزه.مشاريع جديدةوقال المواطن فادي الجاسم: إن تكرار الحوادث على طريق «العيون العقير»، يتطلب وقفة جادة، لوقف نزيف الوفيات والإصابات، معربا عن أسفه للحادث الأخير والذي راح ضحيته طفلان.أضاف: «نأمل أن يجد هذا الطريق نصيبه من اعتماد المشاريع التي تخدمه وتبعث الاطمئنان والارتياح لكل مرتاديه، خاصة مع أهميته وكثرة مرتاديه».ذكريات أليمةبين المواطن خليفة السهلي أن طريق العيون العقير يحمل معه ذكريات حزينة ومؤلمة لأسر وعائلات عديدة نتيجة سنوات من الألم والمعاناة لطريق من مسار واحد يشهد وبشكل يومي عبور السيارات الصغيرة والشاحنات الكبيرة، ويزدحم في أيام العطل والإجازات ومناسبات الأعياد. وقال «كلنا أمل أن تنظر الجعات المعنية لحال هذا الطريق، والذي هو بحاجة أيضا إلى أهمية متابعة السياج الحديدي الموجود وإغلاق المنافذ المفتوحة منعا لعبور الجمال السائبة، إضافة إلى تلك الشاحنات المخيفة للحد من الحوادث».حلول عاجلةأوضح رئيس المجلس البلدي بمحافظة الأحساء د.أحمد البوعلي، أن طريق العيون العقير يحتاج إلى ازدواجه بشكل عاجل، وأن يعي المستفيدون أهمية الالتزام بالتعليمات، مشيرا إلى أن هناك جهودا للتحسين الطريق من وزارة النقل والسلامة المرورية، من خلال اللوحات الإرشادية وعيون قطط وعمل سياج حديدي على الجانبين، إضافة إلى وجود دوريات أمن بشكل مستمر، إلا أن الحل الجذري يكون بازدواجية الطريق.وقال «سبق للمجلس البلدي بمحافظة الأحساء زيارة عدد من المعنيين لشرح ما يحتاجه هذا الطريق، نظرا لكثرة مرتاديه».التفاعل مع البلاغاتأكد تجمع محافظة الأحساء الصحي أنه يتم العمل وبشكل متكامل مع هيئة الهلال الأحمر السعودي وإدارة الدفاع المدني والجهات المعنية ومع كافة المستشفيات والمرافق الصحية العامة والخاصة بالمحافظة، مشيرا إلى وجود غرفة تحكم متطورة وفريق عمل مؤهل متدرب على خطط الطوارئ والنقل الإسعافي.وأضاف لـ«اليوم»، إنه يتم التفاعل مع البلاغات وفق سياسات وإجراءات وخطط معتمدة وإيصال الحالات من الميدان أو بين المنشآت الصحية، وتتبع حلقة معالجتها ووصولها لجهة تقديم الخدمة المتخصصة أو التخصص الدقيق المطلوب سعيا لاستنقاذ الأرواح والأطراف والأعضاء والوظائف الجسدية وفق أحدث الأدلة العلاجية.
مشاركة :