رفض إلزام مصنع دفع 6 آلاف دينار تعويضا عن إصابة عمل

  • 6/5/2021
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

رفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الإدارية‭ ‬دعوى‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬طالبت‭ ‬مصنعا‭ ‬بدفع‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬قيمة‭ ‬تعويض‭ ‬تم‭ ‬صرفه‭ ‬لإحدى‭ ‬العاملات‭ ‬بالمصنع‭ ‬بعد‭ ‬تعرضها‭ ‬لحادث‭ ‬أثناء‭ ‬عملها‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬الآلات‭ ‬وإصابتها‭ ‬بعجز‭ ‬قدر‭ ‬بـ46%،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬من‭ ‬اتباع‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ (‬المصنع‭) ‬لكل‭ ‬اشتراطات‭ ‬السلامة‭ ‬المهنية,‭ ‬وأن‭ ‬الإصابة‭ ‬لم‭ ‬تنشأ‭ ‬بصورة‭ ‬مقصودة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬خطئه‭ ‬الفاحش‭ ‬أو‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬احترامه‭ ‬القواعد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسلامة‭ ‬وصحة‭ ‬العمال‭.‬ وقد‭ ‬كشفت‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬أن‭ ‬الجزء‭ ‬المخصص‭ ‬في‭ ‬الآلة‭ ‬لتقطيع‭ ‬بعض‭ ‬الصفائح‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬حاجز‭ ‬للفصل‭ ‬بين‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬والآلة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العاملة‭ ‬قامت‭ ‬بإزالة‭ ‬الحاجز‭ ‬لإزالة‭ ‬المواد‭ ‬العالقة‭ ‬في‭ ‬الآلة‭ ‬أثناء‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬التشغيل‭ ‬وقامت‭ ‬العاملة‭ ‬بعملية‭ ‬التنظيف‭ ‬والآلة‭ ‬مشغلة‭ ‬رغما‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بمخاطر‭ ‬الآلة،‭ ‬وتم‭ ‬إخطارها‭ ‬بها‭ ‬مسبقا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تستخلص‭ ‬منه‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬إصابة‭ ‬العاملة‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذها‭ ‬الاحتياطات‭ ‬اللازمة‭.‬ وكانت‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬قد‭ ‬رفعت‭ ‬دعوى‭ ‬طالبت‭ ‬فيها‭ ‬المصنع‭ ‬بصرف‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض‭ ‬الذي‭ ‬صرفته‭ ‬لعاملة,‭ ‬إذ‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬تعرضت‭ ‬لإصابة‭ ‬عمل‭ ‬نجم‭ ‬عنها‭ ‬إصابتها‭ ‬بعجز‭ ‬بلغت‭ ‬بنسبته‭ ‬46%‭ ‬وفقا‭ ‬لتقدير‭ ‬اللجان‭ ‬الطبية،‭ ‬وعلى‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬قامت‭ ‬المدعية‭ ‬بصرف‭ ‬التعويضات‭ ‬والبدلات‭ ‬المستحقة‭ ‬لها‭ ‬وفقا‭ ‬لأحكام‭ ‬قانون‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتي‭ ‬بلغ‭ ‬مقدارها‭ ‬6742‭.‬823‭ ‬دينارا‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬السلامة‭ ‬المهنية‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل,‭ ‬والذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إصابة‭ ‬المؤمن‭ ‬عليها‭ (‬العاملة‭) ‬كانت‭ ‬أثناء‭ ‬العمل‭ ‬والمسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ (‬المصنع‭) ‬بصفته‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬لعدم‭ ‬اتباع‭ ‬اشتراطات‭ ‬السلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية‭.‬ وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬البــــدلات‭ ‬والتعويضات‭ ‬والمعاشات‭ ‬والمنح‭ ‬والإعانات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الخطر‭ ‬قد‭ ‬نشأ‭ ‬بصورة‭ ‬مقصودة‭ ‬ممن‭ ‬سيستفيد‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬نتيجة‭ ‬عمل‭ ‬جنائي‭ ‬قام‭ ‬به،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬للمؤمن‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬للمستحقين‭ ‬عنه‭ ‬كامل‭ ‬المستحقات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بحسب‭ ‬الحالة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬أسباب‭ ‬حدوث‭ ‬الخطر‭ ‬وظروفه،‭ ‬ويطبق‭ ‬الحكم‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إصابة‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬الإصابة‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬المسؤول‭ ‬عنها‭ ‬شخصا‭ ‬ثالثا‭ ‬غير‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬لديه‭ ‬المصاب،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬أي‭ ‬التزام‭ ‬بدفع‭ ‬بدل‭ ‬أو‭ ‬تعويض‭ ‬إلى‭ ‬المؤمن‭ ‬عليه‭ ‬الذي‭ ‬يصاب‭ ‬بإصابة‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬ورثته‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الإصابة‭ ‬قد‭ ‬نشأت‭ ‬بصورة‭ ‬مقصودة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬خطئه‭ ‬الفاحش‭ ‬أو‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬احترامه‭ ‬القواعد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسلامة‭ ‬وصحة‭ ‬العمال،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأحوال‭ ‬يحتفظ‭ ‬المصاب‭ ‬أو‭ ‬ورثته‭ ‬بجميع‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬التعويضات‭ ‬التي‭ ‬يقرها‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭.‬ وحول‭ ‬الواقعة‭ ‬أشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬خلص‭ ‬إليها‭ ‬معدّ‭ ‬تقرير‭ ‬قسم‭ ‬السلامة‭ ‬المهنية‭ ‬بوزارة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬مسؤولية‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تفاصيل‭ ‬التقرير‭ ‬أفادت‭ ‬بأنه‭ ‬يوجد‭ ‬على‭ ‬الجزء‭ ‬المخصص‭ ‬لتشكيل‭ ‬الصفائح‭ ‬وتقطيعها‭ ‬في‭ ‬الآلة‭ ‬حاجز،‭ ‬وقد‭ ‬قامت‭ ‬العاملة‭ ‬المصابة‭ ‬بإزالتها‭ ‬لغرض‭ ‬إزالة‭ ‬المواد‭ ‬العالقة‭ ‬بين‭ ‬الاسطوانات،‭ ‬وأن‭ ‬الآلة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬الإيقاف‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬مشغلة‭ ‬وأنها‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بإخطار‭ ‬مشغل‭ ‬الآلة‭ ‬لإيقافها‭ ‬بل‭ ‬قامت‭ ‬بعملية‭ ‬التنظيف‭ ‬والآلة‭ ‬مشغلة،‭ ‬وبسبب‭ ‬ذلك‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬انحشرت‭ ‬يدها‭ ‬اليسرى‭ ‬داخل‭ ‬الآلة،‭ ‬وأن‭ ‬العاملة‭ ‬المصابة‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بمخاطر‭ ‬الآلة‭ ‬وتم‭ ‬إخطارها‭ ‬بها‭ ‬مسبقا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تستخلص‭ ‬منه‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬إصابة‭ ‬العاملة‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذها‭ ‬الاحتياطات‭ ‬اللازمة‭ ‬أثناء‭ ‬قيامها‭ ‬بتنظيف‭ ‬الآلة،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتأكد‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬التوقف‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬عملية‭ ‬التنظيف،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تخلص‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإصابة‭ ‬محل‭ ‬الدعوى‭ ‬لم‭ ‬تنشأ‭ ‬بصورة‭ ‬مقصودة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬خطئه‭ ‬الفاحش‭ ‬أو‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬احترامه‭ ‬القواعد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسلامة‭ ‬وصحة‭ ‬العمال،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تكون‭ ‬مطالبة‭ ‬المدعية‭ ‬بالرجوع‭ ‬على‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بما‭ ‬أدته‭ ‬للمؤمن‭ ‬عليها‭ ‬غير‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬صحيح‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬جديرا‭ ‬بالرفض‭.. ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭.‬

مشاركة :