يعدّ التلاسن بين الأزواج، والتراشق بالألفاظ في خضم جدال عقيم إحدى علامات الانفصال بينهما، حيث لا يمكن أن تدوم حياة بين طرفين بهذه الطريقة، خاصة إذا كانت الزوجة تتسم بالعصبية، فليس كل الرجال كالفيلسوف سقراط الذي اشتهرت زوجته بسلاطة اللسان، حتى جعلته يهرب من البيت قبل الفجر ليعود بعد مغيب الشمس، فقال يوماً يصف حياته معها : أنا مدين لهذه المرأة لولاها ما تعلمت أن الحكمة في الصمت وأن السعادة في النوم، الرجل مخلوق مسكين يقف محتاراً بين أن يتزوج أو أن يبقى عازباً وفي كلا الحالتين هو نادم . وكان صوتها يصل إلى مكان جلوسه مع تلاميذه وهي تشتمه وتهينه وفي إحدى المرات كانت تناديه وهو مأخوذ بحديثه مع التلاميذ وفجأة انهمر الماء على رأسه بعد أن سكبت الدلو عليه ومسحه عن وجهه وأكمل يخاطب الحاضرين: بعد كل هذه الوعود لابد أن نتوقع هطول المطر. وأكد مختصون في علم النفس والاجتماع أن « التلاسن «، يسبب عدم الاستقرار العاطفي في كينونة الأسرة، وعليه يكون الطلاق الفعلي، أو ما يسمى بالطلاق العاطفي، داعين الزوج إلى احتواء الزوجة من خلال الكلمات الحنونة ومشاعر الحب، مؤكدين أن كلمات تؤثر تأثيرا كبيرا على نفسيتها، مما يعود بالإيجابية على تصرفاتها. مواقف التلاسن وبيّن محمد علي اليوسف - معلم متقاعد - أن من المواقف الأبرز التي يرتفع فيها الصوت « التلاسن «، تكمن في زيادة المتطلبات من قبل الزوجة، واﻻضطرابات النفسية، والوضع اﻻقتصادي للأسرة، وعدم التخطيط وقت اﻷزمات والنكبات، التي تتعرض لها الأسرة . ونصح الزوج باحتواء زوجته عند العصبية، معتبراً تلاسنها وقتي وينتهي بمحاولة امتصاص الغضب ولو ببعض الكلمات الجميلة. وذكر أن من أبرز المواقف التي يحدث فيها « التلاسن «، بين الزوجين، هي التسوق، لافتا إلى أن رفض الزوج الذهاب مع زوجته إلى المجمعات التجارية، تشكل محور، هذا « التلاسن «، داعيا الزوجة إلى مراعاة ظروف الزوج، وتقبّلها، وأن تتسمّ بالهدوء، وأن تتقبّل كلمة « لا « منه. تصرفات مستفزة وأشارت زينب أحمد إلى أن الرجل أحيانا تكون تصرفاته مستفزة، نظير إهماله احتياجاتها وأولادها، من خلال انشغاله مع أصدقائه وكذلك بقنوات التواصل الاجتماعي. استهجان واستهجنت فاطمة سالم نظرة الرجال إلى المرأة عند الدفاع عن نفسها، ووصفها بـ « الملسونة «، معتبرة ذلك ظلما يقع في حقها كزوجة ورفيقة درب، موضحة بأن « التلاسن «، هو ردّة فعل طبيعية من قبل المرأة في مواقف الشجار والنقاشات الحادة . وبينت الإعلامية انتصار آل تريك أنهن كنساء يحتجن إلى ضبط خاص بالعاطفة تجاه الرجل، لكي يتسنى له معرفة ما بداخلهن بدون أي مبرر والحديث الطويل الذي قد لا يفهم الرجل حتى القليل منه، داعية الأزواج إلى احتواء المرأة، التي تُنهِكها ظروف الحياة، وتربية الأبناء، إضافة إذا ما كانت امرأة عاملة، فإن حاجتها لتفهّم الرجل حاجة ضرورية بشكل أكبر. المزيد من الصور :