كفوا أذاكم

  • 11/26/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع رحيل الدكتور محمد الرشيد وزير التعليم السابق (رحمه الله) تذكرت كل الراجمات والاتهامات اللفظية التي كان يقصف بها صباحا ومساء من قبل أناس لا يحمل أحدهم بين فكيه إلا شتيمة أو اتهاما، وها هو يرحل بعد أن حقق دوره في الحياة وفق قدريته التي شاء له الله أن يكون عليها فليرحمه رب العباد رحمة واسعة ويؤجره على صنيعه ودأبه في تطوير التعليم لدينا ...وهو التطوير الذي توقف بسبب كثافة الهجوم العنيف والبذيء على سياساته التعليمية فعسى أن يكرمه الله لعمله ولما لقيه من إيذاء. وتذكرت أيضا حالنا مع التهم المرسلة التي تضج بها مواقع النت بالأخبار الملفقة والتشويهات والاتهامات للأمكنة والأشخاص، ولا تتورع هذه المواقع عن إطلاق أي تهمة مهما بلغت من الانحدار والتجني . وبسبب هذه التهم والإشاعات غدت كثير من الشخصيات العامة مشوهة في ذهنية الناس، والإشاعة والتشويهات لم تقف عند الشخصيات، بل تجاوزتها لتحل بالأماكن والتي يشن عليها هجوم بتوزيع التهم حتى غدت تلك الإشاعات ساكنة في ذهنية الناس كحقائق، ولا أعرف لماذا تستهدف منطقة مكة والمدينة المنورة تحديدا بكثير من التشويهات كما أننا لم ننته من تنقية سمعة مدينة جدة مما لحق بها، حيث حاولت مجموعات (عبر النت) من إلحاق نعتها بأنها مدينة فاسقة يحدث بها مالا يحدث في العالم وتطورت التهمة إلى أن وصل الأمر اتهامها بأنها مركز لتصدير الإلحاد، وكانت هجمة مركزة أوشكت الاتيان بثمارها لولا تصدي محبي هذه المدينة في المنافحة لما يقال عنها ثم تلا ذلك قول حق صدر من بعض العلماء كنفي لما تعرضت له مدينة جدة . والمتابع الحصيف يلحظ أن هناك مبادرات حثيثة لتشويه أقدس مدينتين وهما (مكة والمدينة) بإلحاق تهم مختلفة بسكانها وطبيعة معاشهم وتمثلت في البدء بتهم أخلاقية ثم نقل نفس الفكرة التي علقت على سمعة مدينة جدة وقد تذكرون خبرا ورد بأن شابا يسير بسيارته ومدونا على زجاجها الخلفي عبارات شركية إلحادية . وفي حينها نسب أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قامت بالقبض على هذا الشاب والتحقيق معه، ولولا النفي الذي أصدرته الهيئة لبقي الخبر دائرا بين الناس ليضاف إلى الكم المهول من تلك الأخبار المستهدفة مدينتي مكة والمدينة . وقد تبدو المسألة بريئة في ظاهرها إلا أن بالإمكان قراءة تلاحق هذه الأخبار وتركيزها على مدن معينة قراءة تؤكد أن تلك الأخبار ماهي إلا حامل لرسالة تستهدف إثارة حفائظ الناس وحثهم على النهوض من أجل قداسة المدينتين وهو هدف سياسي مبطن لفئة ما تسعى إلى إثارة روح الحمية والغضبة وتحريكهما ميدانيا قبل أن يكون خشية وغيرة . ولهذا يجب علينا جميعا التنبه لما يصل إلينا من أخبار وعدم إشاعتها لأن أغلبها عار من الحقيقة وللأسف نجد هذه الأخبار تزورنا على جوالاتنا أو على إميلاتنا مع توصية (انشر تؤجر) في حين أن النشر لمثل هذه الأخبار المغلوطة والمفبركة تسعى لتحقيق أهداف مرسلها الأول ونتعامل معها بغيرة المسلم فنقوم بإشاعة الكذبة لتصبح محركة للفتنة أو بغضاء . وللأسف أيضا هناك بعض الأحداث تحدث في المدينتين المقدستين يتعامل معها رجال الهيئة ويباشرونها وتنشر في الصحف إلا أن تضخيم ماينشر يأتي تاليا لما نشر فلو تم حجب كل ماله علاقة في هاتين المدينتين فإننا نحافظ على نصاعة وسمعة أماكننا المقدسة بدلا من نشر خبر (لايقدم ولايؤخر) وهو رجاء أحمله كتوصية (للمرة الثالثة) فقد تم إيصاله لبعض مسؤولي رجال الهيئة لكنه لم يفعل إلى الآن . وكما نصون بيوتنا من أن تحوم حولها الإشاعات والتهم، فليتنا نصون مكة والمدينة مما يحوم حولها من كذب وبهتان.. هو رجاء وأعتقد أن الكثيرين يتقدمون به للإعلام وللهيئة بأن يكفوا عن نشر الجرائم الأخلاقية أو أعمال السحر والشعوذة عن هاتين المدينتين.

مشاركة :