في الصورة الملتقطة يوم 12 سبتمبر 2020، عامل يصنع أواني زجاجية في مصنع زجاج في طرابلس، لبنان. (شينخوا) طرابلس، شمال لبنان 9 يونيو 2021 (شينخوا) داخل مشغله الصغير لصناعة الفؤوس والمطارق والأدوات الزراعية في أحد أحياء طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، وقف الثمانيني خالد العلي، ينتظر زبائنه. وكان العلي البالغ من العمر (78 عاما) قد اضطر إلى إغلاق مشغله بسبب سيطرة المعدات المستوردة على الأسواق، لكن بعد استفحال الأزمة الاقتصادية في لبنان وتراجع حركة الاستيراد بسبب شح الدولار الأمريكي، عاد إلى مشغله على غرار الكثير من المهنيين. ويعتبر مشغل خالد العلي، هو الوحيد المتبقي في طرابلس لصناعة الفؤوس والمطارق والمناجل. وقال العلي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنها مهنة شاقة لم تعد تتناسب مع تقدم سنه، لكن الحاجة دفعتني للعودة إلى العمل". ويعمل الرجل في هذه المهنة منذ 60 عاما، حسب قال. وتابع بينما كان يعمل بمطرقته الحديدية على تسوية وإصلاح فأس أمام نيران قوية تساعده في تليين الحديد، "قمت بشراء مشغلي الصغير قبل 40 عاما من ورثة صاحبه بعدما توفي بسبب المرض". وأضاف "سابقا كانت هناك عشرات المشاغل الصغيرة التي تعمل في حدادة الفؤوس، واليوم بقيت لوحدي". ومضى قائلا "أقفلت المشغل قبل عدة سنوات بسبب قلة الزبائن، الذين توجه معظمهم لشراء الأدوات المستوردة، التي تستخدم في الزراعة والتحطيب أو قطع الأشجار". وأوضح أنه عاود فتح مشغله منذ نحو عام "بسبب تردي أوضاعي المعيشية وحاجتي لمساعدة عائلتي". ويحظى العلي في هذه الآونة بإقبال كبير من الزبائن، وتحديدا من أبناء الأرياف، الذين عادوا لإصلاح ما يملكون بدلا من رميه واستبداله بأدوات جديدة ومستوردة تباع اليوم بأسعار عالية بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار على حساب العملة المحلية، حسب ما قال. وأشار إلى أن "العمل شاق، لكنه يؤمن دخلا ماليا جيدا"، معربا عن اعتقاده بأن "يعاود آخرون عملهم بالمهنة لأن الوضع في البلاد يزداد سوءا". وقال العلي إن مواطنين كثر باتوا اليوم غير قادرين على شراء البضائع المستوردة، وهم مضطرون إما لإعادة إصلاح أدواتهم أو شراء بدائل محلية الصنع بأسعار تناسب قدرتهم الشرائية. وبجانب مشغل خالد العلي، أعاد اللبناني محمد قشور البالغ من العمر (65 عاما) فتح متجره لإصلاح "مصابيح الكيروسين" بعد توقف عن العمل لسنوات بسبب تراجع استخدام المصابيح القديمة. وقال قشور ل(شينخوا) إن أزمة انقطاع التيار الكهربائي والنقص في مادة الفيول في معامل انتاج الطاقة دفع أصحاب المولدات الخاصة، التي تؤمن الكهرباء البديلة إلى اعتماد سياسة التقنين في توزيع الكهرباء لمشتركيهم، مما دفع الكثيرين إلى تجهيز مصابيح تعمل بواسطة خزانات الطاقة، إضافة إلى إعادة الاعتبار لمصابيح الكيروسين القديمة. وأضاف "في أحياء طرابلس الشعبية الفقيرة هناك عائلات كثيرة لم تعد قادرة بسبب الأزمة الاقتصادية على دفع بدل اشتراكات الكهرباء الخاصة، وبدأت باستخدام مصابيح الكيروسين، التي اندثرت منذ سنوات". وتابع "لقد قمت باستيراد كميات من قطع غيار مصابيح الكيروسين من سوريا لمواجهة الطلب في صيانة تلك المصابيح التي يصعب تأمين قطع غيار لها".
مشاركة :