أعلنت بعض الشركات وضع مقترح عودة الموظفين إلى مقارها لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع بعد انتهاء أزمة وباء كورونا، وبعض الموظفين الذين اعتادوا مرونة العمل من المنزل تم السماح لهم بالاستمرار في الوضع المرضي لهم. قبل انتشار الوباء، كان معظم الموظفين يذهبون إلى المكاتب في كل أيام العمل الأسبوعية، ولكن بعد تفشي فيروس كورونا في مارس من عام 2020، أجبر العمال على التباعد الاجتماعي والعمل من المنزل، وسرعان ما أيقن أصحاب العمل أن موظفيهم يمكن أن يكونوا منتجين حتى عندما لا يكونون جالسين في نفس مبنى الشركة، والآن يبدو من الصعب إعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا. إن وجود هذا التوازن بين التحكم الكامل عن بعد والحضور إلى مقر العمل في بعض الأيام لن يكون أمرًا سهلاً، ولبحث كيف تتعامل الشركات المختلفة مع ذلك، بحثنا طرق تعامل الشركات التكنولوجية الكبيرة لمعرفة كيفية تعاملهم مع العودة إلى المكتب، وكان كل منها يبحث في طريقة العودة التدريجية للعمل. تتبع جوجل وأبل نفس خطة العودة إلى المكاتب، إذ يقضي الموظفون ثلاثة أيام في المكتب ويومين في المنزل، وقد يكون هناك وظائف تتطلب من الموظف أن يكون في موقع العمل أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع بسبب طبيعة العمل. تمنح شركة البرمجيات (سيلزفورس) في سان فرانسيسكو الموظفين مجموعة واسعة من الخيارات اعتمادًا على طبيعة وظائفهم، ويمكن لمعظم الموظفين العمل من المنزل معظم الوقت، ويمكنهم القدوم إلى المكتب من يوم إلى ثلاثة أيام في الأسبوع للتعاون مع الزملاء أو الاجتماع مع العملاء أو لتقديم العروض، ويمكن للآخرين الذين لا يسكنون بالقرب من مكتب الشركة والذين تتطلب وظيفتهم أن يكونوا في المكتب أن يختاروا ما يناسبهم من أيام الأسبوع. وسعت شركة (فيسبوك) العمل عن بُعد، وأخبرت الموظفين، إذ فتحت العمل عن بُعد لجميع المستويات للموظفين، وأي شخص يمكنه القيام بدوره عن بُعد يمكنه طلب العمل عن بُعد. وخولت شركة (مايكروسوفت) المديرين ليقرروا أيا من الوظائف تتطلب الحضور إلى مقر العمل أو تكون عن بعد لجزء من الوقت، كما بحثت شركة أمازون في سياسة العمل في المكاتب، وأعلنت هذا الأسبوع أنها قررت تقديم جدول عمل أكثر مرونة للموظفين. وقدمت شركات التكنولوجيا الأخرى لمعظم الموظفين مستوى من المرونة لتحديد موعد العودة إلى المكتب، ويقول المحلل دياون هينشكليف من شركة (كنستليشن ريسيرج) للأبحاث الذي كان يعمل موزعا للأعمال إن شركات التكنولوجيا ستكون أكثر ميلا إلى تبني خطط عمل مرنة الآن بعد أن لاحظوا نتائج العمل أثناء الوباء. ويمكن للشركات وضع سياسات جديدة للعمل، لكن هذا لا يعني أنها لن تواجه بعض الاعتراضات من بعض الموظفين، ويبدو أن الموظفين يريدون اختيار مكان العمل بأنفسهم، وليس أصحاب العمل، وقد تكون ميزة لتقديم خيارات العمل من المنزل، وخاصة في سوق العمل والمنافسة الكبيرة في تنقل الموظفين. والجدير بالاهتمام معرفة التعامل مع الوضع الراهن، ومقدار القوة التي يمتلكها الموظفون لدفع شركاتهم إلى نموذج العمل الأكثر مرونة، وفي هذا الوضع ستتمتع معظم الشركات بدرجة أكبر من المرونة مقارنة بما كانت عليه قبل انتشار الوباء، ولكن بالتأكيد لا يريد الجميع العمل من المنزل إلى الأبد، وستحتاج الشركات إلى تحديد أفضل ما يناسبها ويناسب موظفيها.
مشاركة :