تحقيق إخباري: مزارعو السويداء يجنون ثمار الكرز بطقوس احتفالية جميلة

  • 6/14/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اجتمعت عائلة أبو نواف المكونة من أربعة أشخاص حول شجرة الكرز الكبيرة التي تدلت أغصانها من كثرة ثمار الكرز الأحمر الداكن اللون، والغناء التراثي يشق صمت الحقل الذي انتشرت فيه عشرات الأشجار من الكرز والمشمش والتفاح. وحمل أبو نواف الذي يبلغ من العمر (48 عاما) وعاء بلاستيكيا ابيض اللون وصعد على سلم مصنوع من الالومنيوم إلى أعلى الشجرة وبدأ بقطف ثمار الكرز، وعند امتلاء الوعاء نزل ووضعها في صندوق أكبر، ما يشير إلى موسم مبشر بالخير. وقال أبو نواف، الذي قطف حوالي نصف طن من ثمار الكرز، لوكالة أنباء (شينخوا)، إننا "ننتظر موسم قطاف الكرز من عام لآخر نظرا للطقوس التي نعيشها في أثناء جني الثمار"، مبينا أن هناك مجموعة من الأصدقاء سينضمون اليهم بعد قليل من أجل مساعدتهم في جني الثمار. وتابع يقول، وهو يشير إلى أن زوجته تقوم الان بإعداد الشاي على الحطب ذات النكهة الخاصة، "الان زوجتي تقوم بإعداد الشاي الذي يغلي على نار الحطب الذي يخرج من الشجر الموجود في البستان، ونجلس قليلا لنجدد النشاط "، مؤكدا أنه بعد الانتهاء سنقوم باشعال نار بغرض الشواء. وعلى مسافة ليست بعيدة كانت عائلة وليد الطحموش (52 عاما) تتوزع بين أشجار الكرز وتقوم بجني الثمار، والفرح يملأ قلوبهم بحبات الكرز التي ملئت الصناديق. وقال وليد الذي يكنى بأبي تيم، وهو يلوح بيده كدلالة على الترحيب بشخص قادم نحوه "في هذه الأيام نعيش طقوس جميلة وتستمر لعدة أيام"، مضيفا أن أصحاب البساتين يقومون بـ(الفزعة) كما تسمى باللهجة المحلية، أي مساعدة بعضهم البعض، كي ننجز القطف بأسرع وقت ممكن. وتابع يقول "منذ ساعات الصباح الباكر تسمع الغناء يأتيك من كل حدب وصوب، والناس تردد الأغاني التراثية، فتجد الناس بعد بزوغ الشمس كخلية نحل تعمل بجد ونشاط". وبدورها، قالت رباب ابنة وليد، وهي طالبة جامعية ، لـ (شينخوا) "انتظر موسم قطف الثمار من عام لآخر، كي نجتمع حول الشجر ونجني الثمار وسط طقوس احتفالية تناقلناها عن اجدادنا ولكن مع بعض التطورات الإيجابية الأخرى، مثل سماع الموسيقى التي لم تكن موجود قبل عقود". وتابعت وهي تلبس قبعة رماية على رأسها للوقاية من أشعة الشمس "ما في أجمل من لمة العائلة في البستان، فالكل يعمل بجد ونشاط دون كلل". وتشاطرت عائلة المزارع سليمان مزهر (56 سنة) الفرح مع العائلات الأخرى، وقال " كل عام نخرج انا واخوتي إلى منطقة ظهر الجبل بشرق محافظة السويداء وترتفع 1300 متر عن سطح البحر، لجني ثمار الكرز، ونمضي معنا وقتا ممتعا، ونتناول طعام الغداء هناك". وأضاف "بعد قليل ستقوم النسوة بصنع الفطائر المنزلية"، مؤكدا أن هذه المتعة لا تعادلها متعة أخرى"، مؤكدا أن الموسم هذا العام لم يكن جيدا، ولكن "الرزق المقسوم وصل"، وهي عبارة يقولها الفلاح كدلالة عن الرضى. وبين انه عند المساء نقوم بجمع ثمار الكرز في صناديق لنقوم بنقلها إلى السوق من ثم بيعها. من جانبه، أكد اكرم زاهر، وهو تاجر يشتري ثمار الكرز من الفلاحين، أن موسم الكرز هذه السنة لم يكن كما يجب، ولكن حجم ثمرة الكرز كبيرة، مبينا أن عوامل الجو اثرت على حمل شجر الكرز.

مشاركة :