نغّص انعدام القدرة على التصدير، إلى جانب قصف النظام السوري للحقول، الفرحة على مزارعي الكرز بموسم وفير حصلوا عليه هذا العام في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. وتحتل مدينة أريحا ومنطقة جبل الزاوية بإدلب، المركز الأول في سوريا من حيث جودة ولذة الكرز المزروع فيها، وتشكل مصدر دخل مهم للمزارعين في المنطقة. ومنذ بدء موسم حصاد الكرز نهاية مايو/ أيار الماضي، يأتي المزارعون يومياً في وقت مبكر إلى مزارعهم، ويقضون النهار كله في الحصاد. وشكل عدم القدرة على تصدير المحصول، فائضاً في العرض في الأسواق، ما أدى إلى انخفاض سعر الكرز وبالتالي تراجع أرباح المزارعين، الذي تكلفوا مصاريف كبيرة في زراعته. ونجم عدم القدرة على التصدير، عن ارتفاع أسعار الوقود المباع في السوق المحلية، بسبب شح الإمدادات، وبالتالي صعوبة النقل وغيرها من المصاريف. كما تسبب قصف النظام للبساتين المحاذية لخطوط الجبهة، في منع عدد من أصحابها من الذهاب لحصادها، فيما اضطر قسم من المزارعين، للعمل في بساتينهم رغم المخاطر بسبب الحاجة لمورد دخل. وأفاد المزارع من جبل الزاوية إبراهيم سرحان لمراسل الأناضول، أنه على الرغم من القصف المتقطع لقوات النظام على بساتينهم، إلا أنهم بدأوا بحصاد موسمهم. واشتكى سرحان من عدم القدرة على تصدير محصولهم قائلاً: "يوجد كرز في البلد لكن لا يوجد تصدير، والناس هنا قدرتهم الشرائية منخفضة". وقال: "لذلك، فالأسعار تنخفض بشكل مستمر، وهذا يصعب على المزارع تحقيق ربح فوق المصاريف التي تكبدها من وقود وسماد وعمالة". بدوره، أوضح العامل في أحد بساتين الكرز، أحمد زكريا، لمراسل الأناضول، أنه يعمل تحت خطر قصف النظام، ويقبض 75 ليرة تركية (نحو 3 دولارات) يومياً. من جانبه، أفاد تاجر الفواكه عبد الغفور جعفر، أن عدم القدرة على التصدير هذا العام، أضر بالمزارعين بشكل كبير. وأشار جعفر إلى أن المحصول يباع فقط في مناطق شمال وشمال غرب سوريا، وبنصف السعر الحقيقي. وناشد المسؤولين المحليين بالعمل على فتح المجال للتصدير، مؤكداً أن الفائدة ستعم على الجميع في حال السماح بذلك. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :