تجددت الصراعات بين الميليشيات المسلحة المتمركزة داخل العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام الماضية، وذلك وسط تخوف من اندلاع مواجهات عسكرية بين المسلحين سواء على النفوذ المالي أو السياسي بحسب مصدر عسكري لـ«الاتحاد». وأكد المصدر أن ميليشيات «ثوار طرابلس» حاصرت مبنى وزارة الخارجية في طرابلس بسبب خلافات مع ميليشيات مدينة مصراتة، موضحاً أن التشكيلات المتمركزة داخل العاصمة تتصارع مع ميليشيات مصراتة وترفض أي نفوذ للأخيرة داخل طرابلس. يأتي ذلك فيما اندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة، بين ميليشيات مسلحة يقودها محمد البحرون الملقب بـ«الفار» وهو ينحدر من مدينة الزاوية ومسلحين يقودهم محمد بركة الملقب بـ«الشلفوح» التابعين لمدينة العجيلات، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وعلمت «الاتحاد» من مصادر مسؤولة في المجلس الرئاسي الليبي وجود تباين في الرؤى حول آلية التعامل مع الميليشيات المسلحة في المنطقة الغربية، وذلك وسط رغبة جامحة لدى رئيس المجلس للتواجد خارج العاصمة بسبب التصارع بين التشكيلات المسلحة ومحاصرة المقرات التابعة لمؤسسات الدولة. وأشارت المصادر إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تسعى لعقد اجتماع جديد للجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» لتثبيت وقف إطلاق النار، بالإضافة لبحث آلية تفعيل البنود الواردة في اتفاق جنيف وخاصة فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد. بدوره، حمل مجلس النواب الليبي في بيان له المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية والأجهزة الأمنية والعسكرية مسؤولية الاشتباكات التي اندلعت في العجيلات والمدن المجاورة لها. واستنكر البرلمان الاشتباكات المسلحة، مؤكداً أنها عرضت حياة المواطنين للخطر، كما طالت أيضاً الممتلكات الخاصة والعامة وعرضتها للخراب والدمار. ودان البرلمان الليبي العبث بحياة المواطنين وأعمال الترويع التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المنازل والمؤسسات العامة، داعياً السلطة التنفيذية الجديدة لضرورة تحمل المسؤولية في بسط الأمن وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في تلك المدن. على جانب آخر، أكد عضو مجلس النواب الليبي وعضو منتدى الحوار السياسي مصباح دومة، أن إخراج كل أجنبي مسلح من ليبيا أكبر من أي خلاف شخصي. وأشار النائب في بيان إلى أن «كبح جماح التدخل الخارجي وإخراج كل أجنبي مسلح من تراب ليبيا واسترجاع سيادة ليبيا الضائعة هي قضية وطنية وأكبر من أي خلاف شخصي أو أيديولوجي لغرض كسب المواقف وإضاعة ليبيا»، مضيفاً «لا يمكنني النزول لبعض تصريحات الزملاء لأننا نراها إما عاطفية أو ردة فعل بسبب تأنيب الضمير».
مشاركة :