لا يمكن إعادة ان الأراضي المحتلة في فلسطين بمجرد التمني، وانطلاقا من ذلك على الجامعة العربية ان تقوم بدورها وتتحرك بجدية وبقرارات حاسمة، فلا يمكن الاعتماد على مجلس الامن الدولي فهو في سبات عميق وما يؤسف له انه لا يفعل شيئا لوقف جرائم الاحتلال، بينما الشعب الفلسطيني يعاني من التمييز والعدوان في كل يوم وهذا الواقع المرير لا يتماشى مع متطلبات العيش الكريم لأي شعب، واذا عدنا للتاريخ فهناك يوم أسود ذلكم هو يوم 29 نوفمبر 1947، علينا ألا ننسى هذا التاريخ الذي اقرت فيه الجمعية العمومية لهيئة الامم المتحدة مشروع التقسيم الذي نصه أن تقطع فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية، وجعل من مدينة القدس منطقة تحت إشراف دولي. بهذه الطريقة التي لا يمكن ان تكون مرضية ولكن دولا وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد السوفيتي ايدت ذلك القرار صارت تعتقد اننا اناس من السهل التدخل في شؤوننا، من هنا ضاعت فلسطين، لماذا؟ لأننا كنا في الماضي من عام النكبة عام 1948، رضينا باسلوب الخداع لتلك الدول الكبرى، واليوم سرعان ما انكشف النقاب عن وجوههم الماكرة وأيديهم الملطخة بالدماء (دماء الاطفال والنساء والشباب) في فلسطين المحتلة، مرت 73 عاما من عمر هذا الشعب الفلسطيني وهو يناضل من اجل حقوقه المشروعة، هي سنوات تمثل عمرك ايها الفلسطيني، أي عمر آبائك وأجدادك وإخوتك وأعمامك، فلا تيأس ولا تتخاذل بل كافح وناضل فلا تستسلم ولا تترك علم القضية يسقط من يدك إلا وترفعه اياد أخرى مناضلة وأقوى حتى يبقى عاليا فوق الرؤوس، خلال 73 عاما كان الشعب الفلسطيني وجها لوجه أمام الصهاينة وهذا المحتل، اذن فلتكن الارواح العزيزة والدماء الغالية التي بذلت عنوانا وسبيلا لاستمرار النضال من اجل تحرير الاراضي (ارض فلسطين). الآن نتساءل بعد 73 عاما على النكبة العربية في فلسطين، هل استفدنا من دروسها؟ وهل استوعبنا خفاياها؟ وهل قرأنا نحن العرب جميعا في الوطن العربي أحداثها بصورة صحيحة؟ وهل ادركنا جيدا نحن العرب ان تلك النكبة لم تكن فقط تقسيما لفلسطين بل هي مؤامرة بكل المقاييس ضد الامة العربية كلها وأن وقائع تلك الجريمة اثبتت الأسباب وراء ذلك وأن الثمن الأكبر تحمله الشعب الفلسطيني في ظل هذه المؤامرة الاستعمارية الغربية الكبرى؟ ولكن، حمدا لله سبحانه وتعالى بأن ينبعث ذلك المد القومي لابناء فلسطين وهذا ما أكده صمود غزة في تصديها للمعتدي، وليعلم غاصب الارض انه لن يهنأ بالاراضي التي احتلها طالما استمرت القلوب والمعنويات لدى الشعب الفلسطيني ترفض الهزيمة والاستسلام، وهذه الحقيقة تتأكد في عصرنا هذا ونحن في القرن الحادي والعشرين، وإذا كانت نكبة 1948 قد اشاعت قدرا من الإحباط، فقد أشاعت حرب مايو 2021 في غزة وكل فلسطين روح الامل والرغبة الشديدة في الدفاع عن الوطن الفلسطيني، وهذا ما أكدته حرب غزة خلال 11 يوما متوالية، فقد برزت القدرة العالية لدى شعب فلسطين على الصمود والاستعداد لقهر المعتدي، وعلى المعتدي أن يعلم ان النصر دائما وأبدا مرتبط ارتباطا وثيقا بموازين الحق والايمان بالله قبل امتلاك الإمكانيات المادية، فبدون إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لن يحسم هذا الصراع في مداه الطويل، وهذا هو السبيل الوحيد إلى تحقيق السلام في كل المنطقة.
مشاركة :