فلسطين قضية العرب المركزية

  • 6/18/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬ان‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬بمجرد‭ ‬التمني،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ان‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬وتتحرك‭ ‬بجدية‭ ‬وبقرارات‭ ‬حاسمة،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الامن‭ ‬الدولي‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق‭ ‬وما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يفعل‭ ‬شيئا‭ ‬لوقف‭ ‬جرائم‭ ‬الاحتلال،‭ ‬بينما‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬والعدوان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وهذا‭ ‬الواقع‭ ‬المرير‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬لأي‭ ‬شعب،‭ ‬واذا‭ ‬عدنا‭ ‬للتاريخ‭ ‬فهناك‭ ‬يوم‭ ‬أسود‭ ‬ذلكم‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬نوفمبر‭ ‬1947،‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬ننسى‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬اقرت‭ ‬فيه‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬لهيئة‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬مشروع‭ ‬التقسيم‭ ‬الذي‭ ‬نصه‭ ‬أن‭ ‬تقطع‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬يهودية‭ ‬ودولة‭ ‬عربية،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬منطقة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬دولي‭.‬ بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مرضية‭ ‬ولكن‭ ‬دولا‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبريطانيا‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬ايدت‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬صارت‭ ‬تعتقد‭ ‬اننا‭ ‬اناس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤوننا،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬ضاعت‭ ‬فلسطين،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأننا‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬النكبة‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬رضينا‭ ‬باسلوب‭ ‬الخداع‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬واليوم‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انكشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬وجوههم‭ ‬الماكرة‭ ‬وأيديهم‭ ‬الملطخة‭ ‬بالدماء‭ (‬دماء‭ ‬الاطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والشباب‭) ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬مرت‭ ‬73‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وهو‭ ‬يناضل‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة،‭ ‬هي‭ ‬سنوات‭ ‬تمثل‭ ‬عمرك‭ ‬ايها‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬أي‭ ‬عمر‭ ‬آبائك‭ ‬وأجدادك‭ ‬وإخوتك‭ ‬وأعمامك،‭ ‬فلا‭ ‬تيأس‭ ‬ولا‭ ‬تتخاذل‭ ‬بل‭ ‬كافح‭ ‬وناضل‭ ‬فلا‭ ‬تستسلم‭ ‬ولا‭ ‬تترك‭ ‬علم‭ ‬القضية‭ ‬يسقط‭ ‬من‭ ‬يدك‭ ‬إلا‭ ‬وترفعه‭ ‬اياد‭ ‬أخرى‭ ‬مناضلة‭ ‬وأقوى‭ ‬حتى‭ ‬يبقى‭ ‬عاليا‭ ‬فوق‭ ‬الرؤوس،‭ ‬خلال‭ ‬73‭ ‬عاما‭ ‬كان‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬أمام‭ ‬الصهاينة‭ ‬وهذا‭ ‬المحتل،‭ ‬اذن‭ ‬فلتكن‭ ‬الارواح‭ ‬العزيزة‭ ‬والدماء‭ ‬الغالية‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬عنوانا‭ ‬وسبيلا‭ ‬لاستمرار‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تحرير‭ ‬الاراضي‭ (‬ارض‭ ‬فلسطين‭).‬ الآن‭ ‬نتساءل‭ ‬بعد‭ ‬73‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬النكبة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬هل‭ ‬استفدنا‭ ‬من‭ ‬دروسها؟‭ ‬وهل‭ ‬استوعبنا‭ ‬خفاياها؟‭ ‬وهل‭ ‬قرأنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬أحداثها‭ ‬بصورة‭ ‬صحيحة؟‭ ‬وهل‭ ‬ادركنا‭ ‬جيدا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬النكبة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فقط‭ ‬تقسيما‭ ‬لفلسطين‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مؤامرة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬ضد‭ ‬الامة‭ ‬العربية‭ ‬كلها‭ ‬وأن‭ ‬وقائع‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭ ‬اثبتت‭ ‬الأسباب‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬وأن‭ ‬الثمن‭ ‬الأكبر‭ ‬تحمله‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الغربية‭ ‬الكبرى؟ ولكن،‭ ‬حمدا‭ ‬لله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بأن‭ ‬ينبعث‭ ‬ذلك‭ ‬المد‭ ‬القومي‭ ‬لابناء‭ ‬فلسطين‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬صمود‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬تصديها‭ ‬للمعتدي،‭ ‬وليعلم‭ ‬غاصب‭ ‬الارض‭ ‬انه‭ ‬لن‭ ‬يهنأ‭ ‬بالاراضي‭ ‬التي‭ ‬احتلها‭ ‬طالما‭ ‬استمرت‭ ‬القلوب‭ ‬والمعنويات‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ترفض‭ ‬الهزيمة‭ ‬والاستسلام،‭ ‬وهذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬تتأكد‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬نكبة‭ ‬1948‭ ‬قد‭ ‬اشاعت‭ ‬قدرا‭ ‬من‭ ‬الإحباط،‭ ‬فقد‭ ‬أشاعت‭ ‬حرب‭ ‬مايو‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وكل‭ ‬فلسطين‭ ‬روح‭ ‬الامل‭ ‬والرغبة‭ ‬الشديدة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬11‭ ‬يوما‭ ‬متوالية،‭ ‬فقد‭ ‬برزت‭ ‬القدرة‭ ‬العالية‭ ‬لدى‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬والاستعداد‭ ‬لقهر‭ ‬المعتدي،‭ ‬وعلى‭ ‬المعتدي‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬ان‭ ‬النصر‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬مرتبط‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا‭ ‬بموازين‭ ‬الحق‭ ‬والايمان‭ ‬بالله‭ ‬قبل‭ ‬امتلاك‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية،‭ ‬فبدون‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬لن‭ ‬يحسم‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬مداه‭ ‬الطويل،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المنطقة‭.‬

مشاركة :