ظهور شاب داعشي بأحد جوامع حي أشبيلية شرق الرياض يوم الجمعة الماضي واعتراضه على ذم خطيب الجمعة لتنظيم داعش الإرهابي المجرم، والمنظمات الأخرى المعادية لوسطية الإسلام ثم هروبه وملاحقة عدد من المصلين له حتى تم القبض عليه وتسليمه للجهات المختصة، هذه الحادثة أثبتت ما يتمتع به مجتمعنا السعودي من وعي عالٍ جداً يرفع درجة الطمأنينة، ويعزز من إمكانات الوطن في حربه لهذه الشرذمة الخبيثة.. صنيعة أعداء بلاد الحرمين ومن يريدون بهذا البلد الآمن السوء. لم يعد يخفى على الغالبية العظمى من أصحاب الفطر السليمة والعقول السوية من مواطني المملكة ما يقوم به هذا التنظيم المدعوم من قوى شريرة وما يهدف إليه عبر محاولات لغسل عقول شبابنا الصغار واستخدامهم حطباً في حربه الخاسرة بإذن الله، وتوظيفه مواقع الإنترنت لجذب الجهال والسذج. لعل الحوادث الأخيرة على وجه الخصوص أثبتت ولله الحمد وضوح الرؤية لكثيرين عن دوافع داعش وبعدها عن منهج الإسلام فعلى إثر استشهاد الجندي مدوس رحمه الله والمغدور به من قبل ابن عمه الداعشي سعد في محافظة الشملي بحائل ضج المجتمع بأسرة من هول الجريمة، وكانت ردود فعل القريبين أكبر حين أعلنت القبيلة بأسرها براءتها من القاتل، وارتجلت أخت المجرم سعد قصيدة مؤلمة وصفت أخاها بأسود الوجه نتيجة فعلته المشينة، وكيف تمكن العميل البغدادي من غسل دماغه. توالي الأحداث وتمكن رجال أمننا البواسل من الإطاحة بأوكار الطغيان والإجرام تباعاً لاقت إشادات داخل كل الأوساط النزيهة والشريفة وما أكثرها، وتركت الحسرة في صدور الحثالة وما أقلهم وهم في النهاية لا يشكلون إلا أرقاماً لا قيمة لها في مجتمع متعلم ناهض تجاوز الجهل والتطرف والتخلف منذ زمن. مجتمع تنامى وعيه ليتركز فكره على التفكير في المستقبل فلا شأن له بمن يحاولون يائسين سحبه للماضي السحيق ليعيش في الكهوف ويتخلى عن كل مكتسباته. عقول متطرفة تصنف كل تقدم وتطور في دائرة الحرام، وكل من يدعو للتنمية والتقدم بأنه عدو لدود للدين رغم أن الدين الإسلامي يندب في تعاليمه السمحة لعمارة الأرض والسلام والود والتسامح، ويحرم قتل النفس إلا بالحق. شاهدت قبل يومين مقطعاً لمجموعة من الدواعش من شباب هذا الوطن للأسف يسبون مجتمعهم ويكفرون حكومتهم وفي نفس الوقت يحتفون بالقاتل سعد. عندما تفحصت وجوههم والكراهية التي تنبعث من كلامهم أدركت أن مثل هؤلاء قد وصلوا لحالة ميئوس منها ولا مكان لهم للعيش وسط مجتمع متمدن ينبذ الكراهية ويطرد كل داعشي يكفر مجتمعه ودولته، ويتمنى وهو يجلس بين الغرباء أن يمكن من رقاب أهله وأقاربه وإخوانه وأبناء عمه كي يجز رقابهم. شباب دخلوا في دائرة مغلقة بعد أن غادروا للانضمام لداعش وهم في الأساس وبدراسة نفسية لهم مجموعة من الفاشلين وجدوا أنفسهم في مجتمع متغير يرفض أن يتحول لتابع لمثل هؤلاء، ولكن لأنهم يعشقون التصدر والوصاية والتسلط على رقاب الخلق فقد انضموا لهذا التنظيم القذر.. فقد تتاح لهم فرصة قيادة صغار السن والسذج إلى أن يمكن الله لقوات الأمن القبض عليهم وتنفيذ حكم الله فيهم. مقالات أخرى للكاتب الإجازة فرح للأبناء وعبء على الأسر! تكفى ولد عمك يا سعد لا حج بلا تصريح حادثة محزنة وبيان مبهج تسمم المقاصف المدرسية..!
مشاركة :