يقف الأخضر السعودي وضيفه الأبيض الإماراتي هذا المساء، على منصة بيضاء مزهوة بأكاليل إخوة صادقة وعلاقة وثيقة، استرعتها ظروف الزمان وعهد المصير المشترك الذي جسد عمق التلاحم بين البلدين في السلم والحرب، وعلى أن الفيفا قد يتعاطى مع هذه المواجهة بعينه الجرداء وقوانينه الصماء، إلا أن ثمة عواطف صادقة تفرض على السعوديين على اختلاف شرائحهم التعبير بصدق عن محبتهم لـ«عيال زايد»، مهما كانت حدة التنافس على نقاط المواجهة وأيا كانت ظروف المباراة الهامة. ويمكن القول بأن التكامل الرياضي والجماهيري بين البلدين الشقيقين تخطى مرحلة الحديث عن تفاصيل التنافس الذي تحكمه ميادين الكرة فقط، إذ إن حديث المدرج اليوم سيكون رسالة تعبر عن محبة شعب بأكمله لشعب شقيق قاسمهم المصير في الرخاء والسلم، ولن يكون في معترك هذا اللقاء خاسر لقيمة الضيف ومكانته في قلوب السعوديين. ولعل الجهد المحمود الذي قام به اتحاد الكرة السعودي، يتخطى واقعيا مفاهيم البروتوكلات التقليدية إلى حفاوة كريمة ببعثة كريمة جاءت لتنافس وتتحدى بعد أن بذرت الحب في أراضيها فكان لائقا بنا وبهم الخروج بهذا اللقاء.
مشاركة :