إبداع| مكان للذكرى قصة لـياسمين حسن

  • 6/22/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دخل المنزل وهو يفكر ويسأل نفسه ما الذي طرأ على هذا المكان الذي كنت أشعر فيه بالأمان؟ رغم أنه لم يتغير شيء، هي ذاتها الألوان الباهتة التي تشبه شخصيتي المترددة البائسة، ما الذي ينقص هذا المكان كي أشعر فيه ما كنت أشعره في الماضي؟ ماذا تركت لي، وماذا أخذت؟ جلس في خيبة أمل يتذكر ما كان يفعل في هذا المكان الذي كان يحتويه في الماضي، كان ينظر إلى المكان ويبتسم وهو يتذكر كل تعبير وجهها البرئ، كانت تثرثر كثيرا وكانت تقوم بإزعاجه بأشياء تبدو تافهة ولكنه كان يحبها كثيرا.. ذهب إلى المطبخ ليعد لنفسه بعض القهوة، وهو يتذكر كم كانت تحب القهوة التي يعدها، برغم أنها كانت سيئة للغاية، ولكنها تجمل أي شيء قبيح فور تدخل نفس واحد من أنفاسها.. تذكر حين كان يصنع لها القهوة وهي تقف بجانبه تحدثه عن أمور أخرى لا يهتم بها، ورغم ذلك لم تتوقف أبدا، كانت كثيرة الكلام لكنه لا يمل أبدا، يتسلل له شعور بالراحة اللانهائية بمجرد سماع صوتها المبحوح، كانت تبدأ يومها بلومه على إلقاء الملعقة من مسافة، تتسبب في صوت رنان يفزعها، فزعة كل يوم ولا تمل من لومه أبدا، وهو لا يمل من إلقاء الملعقة، أو كان ينتظر هذا اللوم ليضحك ويبتسم ويقول إن عليها التعود.. يتذكر كيف حدث كل هذا، ما الذي هدد هذا الاستقرار الذي كان يملأ هذا المنزل البسيط، مَنْ تسبب في عدم وجود الدفء في المنزل الذي كانت تعشق تفاصيله؟! تذكر أيضًا عندما تغار كان يتعمد أن يثير هذه الغيرة، ويقول: إن الغيرة تزيدها جمالا على جمالها.. فتضحك وتضيق عيناها ويتسع قلبها.. تذكر أنه لم يحق له اللوّم على أي شخص إلا نفسه، برغم كل هذا الحب إلا أنه لم يستطع الحفاظ عليها؛ لأن كل هذه المشاعر كانت بداخله لم يصرح بها أبدًا، والأكثر ألمًا أنه لم يحاول أبدًا التمسك بها، واستسلم للذكرى التي تنقص من قلبه وروحه جزءً كل ثانية دونها.

مشاركة :