استيقظت من نومها بعد صراع مع الحلم المتكرر، تحاول التقاط أنفاسها، وهي تبحث عن شيء غير مرئي إلا لها، تحاول جاهدة السيطرة على رؤية الأشياء التي لا تظهر إلا في هذا المكان، وبعد محاولات عديدة منها جلستْ على السرير تُعيد ترتيب أفكارها وتسأل نفس الأسئلة المعتادة كل يوم: ما الذي جاء بي هنا؟من كان سبب كل هذا العناء حتى في أحلامها؟ متى وصل بها الحال إلى هذا الحد من الخوف؟ تكاد تكون خائفة من كل ما حولها ولكنها تنكر هذا دائما، لا يعرف هذا الشعور إلا طبيبها النفسي وشخص مقرب لروحها المُتعبة، قطع هذا التفكير العميق صوت الهاتف المحمول، لن تتخيل أبدًا هذه المكالمة، التقطتْ الهاتف في تردد يملأ وجهها العابث منذ رأت اسم المتصل، وقررت أن تواجه الأمر فأجابته متسألة: لم أتخيل أبدًا هذه المكالمة. فأجاب: منذ متى وأنا متوقع أو أفعل ما يفعله الناس؟ وبدأ في الكلام دون إكتراث: بما أنكِ لا تتوقعين هذه المكالمة أريد أن أضيف إلى ذلك أن ما سوف أقوله غير متوقع أيضًا. تسمعه في صمت وتركيز.. يقول: أولًا أعلم أني قد خذلتك وظلمتك وقُمت بخيانتك أكثر من مرة بل مرات كثيرة ولا أنتظر شيئا أخر للاعتراف بكل ما فعلت، أعلم ما حدث بخصوص ثقتك في الأشخاص وبالمشاعر وبالحياة عموما، ولا أنكر أبدًا دوري في هذا ولا أقوى على كتم هذا الذنب ولا أستطيع مقاومة شعوري بالذنب تجاهك، وأعلم أنه لم يكن بالسهل أن تتجاوزي هذا العناء وأدرك تمامًا صعوبة المسامحة في هذه الأمور ولكن… تقاطعه قائلة: لقد سامحتك بالفعل على كل ما ذكرت ولكن يتبقى شيء واحد لا أستطيع مسامحتك عنه وهو أني أحببتك أكثر مما تصورت، لدرجة أني أفعل ما كنت تفعل وأتصرف مثلما تتصرف وأقول ما كنت تقوله، أريد أن أتذكر حياتي قبل دخولك إليها.. ما لا أستطيع مسامحتك عليه هو أنك أنتجت نسخة ثانية منك، وأنت وأنا نعرف كم يضر هذا العالم بأكمله..
مشاركة :