إبداع| أمور عادية!!.. قصة لـ ياسمين حسن

  • 4/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت الأمور عادية.. مرَّ كل هذا من خلالي، تعثرت خطواتي، تركت نفسي أعاني واعتاد على هذه المشاعر لتصبح أمور عادية.. سلبت عقلي عقله وتركت زمام الأمور لمن يعبرون خلالي بهدف الوصول.أدركت حينها أن كل ما عليَّ فعله هو أن أركض خارج هذا الإطار وأشاهد كل هذا من بعيد.. تذكرت حينها جملة الشاعر مصطفى إبراهيم "الصورة قصادك ممدودة "، علمت حينها أنه عليَّ الابتعاد عنّي. لا أريد الاستمرار معي، لا أقوى على مواجهة نفسي بعد ـن سلبتها كل شئ، وتجردت من أغلب المعاني. أحياناً كثيرة أبدأ في تذكير نفسي بكل الألم الذي مر من هنا ليساعدني على الاستمرار في الابتعاد عني أكثرًا فأكثر، بدأت نقطة صغيرة تكاد تكون غير مرئية إلى أن وصلت إلى هذه الفجوة بيني وروحي، تماديت في الابتعاد لدرجة أني أحببت هذا البعد واعتدت عليه. بات هذا يبعث فيَّ الراحة. تركت أنفاسي تخرج، وتخرج معها كل المعاني الهادئة التي تميزني، بعد أن لمت نفسي على فعل كل ما هو جيد. تمنيت لو أجرد نفسي من كل شئ طيب، وتعمدت أن أحسم الأمور بعقلانية أقرب للأنانية، وجلست أشاهد آخر أنفاسي في سعادة عارمة وأنا أشعر بالانتصار بموتي. قررت أنه لا بديل إلا الموت.. لن أعود أبداً تلك المرأة المطيعة التي تختلق الأعذار، لا أريد العودة ولا أعرف إلى أين أذهب. كل ما أدركه لأن موت هذه المرأة بداخلي ما هو إلا انتصار عظيم للمشاعر التي أهدرت، وأنا لا أعرف سوى الانتقام، ولا أشعر بما كنت أشعر به، ولا أقوى على سد هذه الفجوة بيني وروحي.تذكرت كل مرة تنازلت فيها عن حقي وتخليت عن راحتي من أجل من لا يشعرون. قرار الثأر ليس بسهولة ولكنه ضروري، أتمنى ألا أعود إليَّ أبداً، وأن أبقى كما أنا خارج هذا الإطار اللعين من أجل رؤية واضحة.

مشاركة :