حنَّا هَل العَوْجَاء عَلَى الهقوى نُزَوِّدُ - عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ

  • 10/9/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل الأزمات والظروف التي يمر بأي مجتمع في هذا العالم أياً كانت هذه الأزمات وهذه الظروف تتباين العلامات والمشاعر الوطنية الاجتماعية وبدرجات متفاوتة من مجتمع إلى آخر ومن دولة إلى أخرى أمام هذه الأزمات. نحن في هذا الوطن شأننا شأن كل مجتمعات دول العالم منذ توحيد أرجاء هذا الوطن الغالي حتى يومنا هذا عايشت كل أجياله الكثير من الظروف والأزمات المختلفة في العديد من المجالات الداخلية والخارجية وهذا أمر طبيعي في تاريخ كل الدول وكل المجتمعات. في كل هذه الظروف وهذه الأزمات التي مرت على المجتمع السعودي كانت علامات الوحدة الوطنية ولله الحمد مثالاً يحتذى به بين كل المجتمعات العالمية.. هذه الوحدة الاجتماعية الفريدة التي تميز بها المجتمع السعودي أمام كل تلك الأزمات والظواهر الصعبة يمكن القول إنها نابعة من خصوصية اجتماعية سعودية قد لا تتوفر جميعها في أي مجتمع آخر.. هذه الخصوصية تقوم وتستند بفضل الله وتوفيقه أولاً على العقيدة الإسلامية الخالصة التي تعم كل من يعيش على أرضه المباركة من مواطنين ومقيمين، لهذا حققت هذه الخصوصية علاقة فريدة وفعالة بين القيادة وبين الشعب وفيما بين أبناء المواطنين ككل وحتى مع الأخوة المقيمين.. وكانت أسس هذه العلاقة أهم العوامل التي نجحت بفضل الله وتوفيقه وصنعت وحدة اجتماعية وطنية سعودية استطاعت بتوفيق الله الوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل تلك الأحداث وتلك الأزمات وبنجاح تام. اليوم عادت تلك الأزمات والظواهر لتعم أجواء المنطقة المحيطة بوطننا ولكن بوجه جديد من خلال أحداث غير مسبوقة في طبيعتها وفي صورها وفي أطرافها.. أحداث ظلت تصنع خلال السنوات الماضية.. أحداث غامضة في غاياتها وفي أهدافها وفي كل نواياها السياسية والأمنية والمذهبية والحزبية والعنصرية. وخلال تداعيات كل هذه الأحداث الراهنة كان المجتمع السعودي ولله الحمد في هذا الوطن كما كان في السابق مجتمعاً وصل بفضل الله إلى درجة من الحصانة ومن الخبرة والقناعة المطلقة بأنه يمثل هدفاً لكل تلك الأحداث فكان مجتمعاً حاضراً بوطنيته وبوحدته بأبلغ صورها ومعانيها.. وطنية تتغذي دوما بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وطنية ووحدة سعودية تنمو في ظل عقيدة إسلامية خالصة.. وطنية تلازمها دعوات خالصة ومستمرة بالدعاء للرب سبحانه وتعالى بأن يحفظ هذا الوطن قيادة وشعباً.. وطنية صنعت وحدة اجتماعية ستبقى كما كانت بتوفيق من الله سداً منيعاً في وجه كل تلك الأحداث وكل تلك الأزمات المتتالية. وفي ظل هذه الأجواء يكون للشعر والكلمة أيضاً دور مؤثر في مواجهة مثل هذه الأحداث كما كان ذلك في صدر الإسلام وخاصة في مثل هذه الظروف فقد تنوعت القصائد والأناشيد الوطنية السعودية الحماسية التي زرعت التأثير في نفوس الناشئة خاصة من خلال صور تفاعل فريد بوطنيتهم.. والساحة الشعرية والأدبية السعودية كانت دوماً حاضرة ومشاركة في وجه كل تلك الأحداث وأدت دورها في هذه المسؤولية بنجاح كبير.. ومن الصعب حصر جميع مثل هذه المشاركات الفعالة.. ولكن يظل نشيد (حنَّا جُنُودُ اللهِ) الذي كتبه الشاعر الأمير سعود بن عبدالله والذي كان نصه: حَنَّا جُنُودُ اللهِ مِنْ دُونِ الوَطَنِ وَحُدُودِنَا بأرواحنا عَنْهَا نَذُود يَا خَادِمَ البَيْتَيْنِ نَدْفَعُهَا ثَمَّنَ أَرْوَاحُنَا تُرَخَّصُ وَلَا توطى الحُدُودُ حِنَّا خَلَقَنَا اللهُ نُبِيدُ أَهْلَ الفِتَنِ نَرْفَعُ شِعَارَ الحَقِّ وَيَمُوتُ الحَسُودُ الظُّلْمُ لَا مِنْ بَانٍ بِالحَقِّ اِنْدَفَنَ وإنا عَدُوُّ الظُّلْمُ مِنْ عَهْدِ الجُدُودِ يَشْهَدُ لِنَا التَّأْرِيخَ فِي أَوْقَاتِ المِحَنِ حَنَّا هَلْ العَوْجَاءُ عَلَى الهقوى نُزَوِّدُ يَا شَيْخِنَا بِالصَّوْتِ نُعْلِنُهَا عَلَن وَنُعَاهِدُكَ مَا عَنْ عَدُوُّ الله نَحُودُ الأَرْوَاحُ دُونَ الدَّارِ لِلمَوْتِ اُطْلُبْنَ تُبْقَى عَزِيزَةُ عَنْ طلاسيم اليَهُودَ أَرْوَاحُنَا لِلذُّلِّ وَاللهِ ماظرن أَمَّا حَيَاةُ العِزِّ وَإِلَّا للحود حِنَّا نَدُورُ لِلشَّهَادَةِ مِنْ زَمَنٍ وَاُكْبُرْ جَزَّآ لِلمَوْتِ جَنَّاتٍ لِلخُلُودِ مِنْ دُونِ بَيْتِ اللهِ نَبِيِّ لُبُسٍ الكفن مَا عَادٌ يَحْسُبُ لِلعُمْرِ نَقْصٍ وَزُوِّدَ هذا النشيد الوطني الحماسي يبقى من ضمن أفضل هذه المشاركات الخالدة.. حفظ الله وطننا من كل مكروه وأدام عليه نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادته.

مشاركة :