الإعلام السعودي الخارجي - عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ

  • 1/29/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في أوروبا وفي أميركا يمثل الإعلام هناك عاملاً مؤثراً بدرجة كبيرة في المجتمع.. ورأي المجتمع هناك مؤثر بدرجة كبيرة في القرار وفي الرأي السياسي لحكومات تلك الدول في كل القضايا والأزمات الداخلية والخارجية في أي موقع في هذا العالم. لذلك أصبحت المواقف الرسمية هناك تتأثر بدرجة كبيرة برأي الإعلام هناك وأدركت تلك الحكومات أن الإعلام لديها سلاح مؤثر ومهم في تحقيق الرأي أو القرار الذي تريده بطرق مباشرة أو غير مباشرة وذلك لأهداف مختلفة تنشدها خلال الكثير من الأزمات وخاصة السياسية والعسكرية الخارجية.. لذلك حظي الإعلام هناك بشيء من الخطط ومن الاهتمام الكبير في تحقيق تلك الأهداف السياسية. وقد أدركت بعض الدول الأخرى والمنظمات أهمية ذلك الإعلام الغربي وخاصة الأميركي والبريطاني ومدى تأثيره في مجتمعاتها لذلك سعت تلك الدول والمنظمات إلى النفوذ إلى ذلك الإعلام الغربي بطرق مختلفة مباشرة وغير مباشرة وبأساليب متعددة من أجل توجيه ذلك الإعلام الغربي فيما يخدم مواقفها ومصالحها المختلفة سواء داخل تلك المجتمعات الغربية او خارجها ورأينا خلال السنوات الأخيرة وخلال الكثير من الأحداث الماضية كيف نجحت "بعض" حكومات تلك الدول والمنظمات في (اختطاف) معظم وسائل الإعلام الغربي لتحقيق التأييد والتعاطف لها داخل تلك المجتمعات الغربية وخارجها وبالتالي تحقق لها نجاح وتأييد مستمر. اليوم نحن في المملكة العربية السعودية يجب ان يكون لنا النصيب الأكبر من ذلك الإعلام الغربي.. ونحن أولى بذلك الإعلام من غيرنا لأننا ولله الحمد نملك الكثير من المقومات التي تؤهلنا لكسب ذلك الإعلام الغربي - أو على الأقل تحييده - خلال الكثير من المواقف والأزمات الحربية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.. فالمجتمع الغربي خاصة في الولايات المتحدة الأميركية وفي بريطانيا يحظى بحضور سعودي مكثف سواء من حيث التواجد السكاني أو السياحي أو التعليمي او من حيث النشاط الاقتصادي والتجاري والاستثمارات السعودية في تلك الدول، لذلك فان جميع هذه المقومات تؤهلنا لكسب ذلك الإعلام بطرق مختلفة مباشرة وغير مباشرة، وعدم إتاحة الفرصة لحكومات ومنظمات أخرى معادية لنا باختطافه وهي التي لم تقدم ما يؤهلها إلى ذلك. اليوم الإعلام في أميركا وفي بريطانيا وخاصة في مجالات الإعلام الحديث بكافة مكوناته ومجالاته وأنواعه وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي أصبح اليوم من أهم أسلحة الحروب والحوار والقرار والتنافس.. فهو إعلام مؤثر جداً في الرأي الاجتماعي.. لذلك علينا اليوم العمل سريعا بشتى الطرق والأساليب وبكل قوة لكسب ذلك الإعلام أو على الأقل تصحيح مساره بما لايضرنا كمسلمين وكسعوديين. نحن اليوم في هذا الوطن ولله الحمد وبتوفيق من الله ثم بحسن قيادتنا نجحنا خلال عام في تحقيق الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية والعسكرية على المستوى العالمي والإقليمي. لكن يبقى الجانب الإعلامي السعودي الخارجي بمختلف اللغات يعاني كثيرا من القصور ومن الغياب شبه التام ومن سوء التنظيم ومن سوء الفاعلية في تلك المجتمعات الغربية.. فقد أثبتت الكثير من الأحداث والظروف الراهنة أننا مقصرون جداً في الاهتمام بذلك الجانب المهم.. اليوم نحن في حاجة ماسة وعاجلة جدا إلى جهود كبيرة والى خطط منظمة جداً لتدارك هذا القصور الملاحظ والاستفادة من عشرات آلاف من أبناء الوطن المقيمين هناك او العاملين او الذين يدرسون هناك وتوحيد جهودهم من اجل العمل على كسب الإعلام الغربي ومن اجل تصحيح الكثير من المفاهيم والآراء الخاطئة إعلاميا واجتماعيا خاصة في أميركا وفي بريطانيا وفي أوروبا عامة من اجل مواجهة ذلك الإعلام المضاد الذي يجهل او يتجاهل الكثير من الحقائق عن الإسلام وعن المملكة العربية السعودية.. riyadh1319@hotmail.com

مشاركة :