حوار حضارات في جنيف | حسن ناصرالظاهري

  • 10/9/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تلقيتُ دعوة كريمة من الدكتور النشط «علي عواد»، رئيس المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والإعلام، لحضور مؤتمر علمي تستضيفه جامعة جنيف السويسرية تحت عنوان: «الإعلام وثقافة الحوار الإنساني»، يتحدّث فيه المشاركون -وهم من أبرز الوجوه السياسية والعلمية والإعلامية- بصورة علمية بحتة عن تجاربهم في الحوار دون الإتيان على ذكر خلفياتهم، وبهذا ينجح «العواد» في أن يكون مبادرًا وسبَّاقًا لإطلاق إعلان الحوار الإنساني تحت عنوان: «إعلان جنيف الدولي لثقافة الحوار»، وكم كنتُ توَّاقًا لحضور مثل هذا المؤتمر التاريخي، الذي يركّز على دور الإعلام في ترسيخ ثقافة الحوار الإنساني، لولا أن تاريخ انعقاد المؤتمر جاء في وقت يتعذّر عليَّ التشرّف بتلبيته، وقد أسعدني أن يكون من بين المشاركين الدكتور الأمير نايف بن ثنيان آل سعود نائب مدير جامعة الملك سعود لشؤون الإعلام، الذي سيتحدّث في الجلسة الأولى عن «الإعلام وبناء مساحة مشتركة للحوار»، وكذلك معالي الدكتور جمعان بن رقوش رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الذي سيتحدّث في الجلسة الثانية تحت عنوان: «الإعلام الأمني وثقافة الحوار»، وأيضًا الدكتور صالح الحميدان المدير العام لصحيفة اليوم، والذي سيتحدّث في الجلسة الثالثة بعنوان: «الصحافة المكتوبة مدخل يومي دولي لثقافة الحوار»، حيث سيثرون المؤتمر بطرحهم العلمي المبني على التجربة، ويطرحون رؤاهم وتوصياتهم في هذا المؤتمر الهام. الحوار في النزاعات مطلب أساس، يساهم في وضع حلول للنزاعات قبل تفاقمها، وينزع فتيل نيران الحروب قبل اشتعالها، وما هذه المعارك التي نشاهدها في أكثر بلدان المنطقة سوى أحد الشواهد على رفض لغة الحوار من قِبل المتنازعين، وتفضيل لغة السلاح، واستعراض القوة، وهناك يوم عالمي للتنوّع الثقافي، والحوار، والتنمية الإنسانية تنظّمه اليونسكو كل عام، تتناول الكثير من الأمور التي تدعو للحوار الثقافي، والاندماج بين المجتمعات الإنسانية بكل أعراقها واختلافاتها، وكنتُ قد حضرتُ عام 2005 مؤتمرًا عالميًّا دعت إليه رابطة العالم الإسلامي، وكان تحت عنوان: «الحوار الحضاري والثقافي أهدافه ومجالاته»، ركّز في إعلانه الختامي على دعم التفاهم، والسلام بين الحضارة الإسلامية وغيرها من الحضارات والديانات المعاصرة، ودعا إلى توحيد الجهود الإنسانية، والتصدّي للتحدّيات التي تواجه البشرية، وبخاصة النزاعات والحروب، وتهديد السلام العالمي، كما أكّد على ضرورة حل الخلافات، وتقريب وجهات النظر. ومع هذا فإن الدكتور علي عواد -وهو المتخصص في مثل هذه الدراسات التي تحمل جوانب أمنية إعلامية- يقدّم في مؤتمره الذي دعا إليه جديدًا، فهو يدعو المجتمعات البشرية إلى اعتماد لغة الحوار، وإلى ثقافة الحوار التي تُبنى على التسامح والسلام، والمصالحة الوطنية، واحترام القيم الإنسانية، والكرامة الإنسانية خلال أي نزاع، مُركّزًا على الإعلام في لعب الدور الأساس لترسيخ هذه الثقافة منذ الطفولة لشخصية الفرد.. فبالتوفيق. hnalharby@gmail.com

مشاركة :