غادة عبد الرحيم تكتب: عالم الموسيقى «16».. نعيش على النغم والإيقاع.. دقات قلوبنا إيقاع وأصواتنا نغم

  • 6/25/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما تحدثنا باستفاضة خلال الحلقات الخمس عشرة السابقة عن التعريف بالعلاج بالموسيقى، وشرحنا نشأته وتطوره وأهدافه وطرق استخدامه وأبحر في هذا العلم الرائع لنوضح جوانبه قدر الإمكان، وشرحنا إن الهدف من استخدام الموسيقى لأجل صحة وسعادة وراحة الإنسان شيء معروف على مستوى العالم. ومن المعترف به أنها ليست فقط شيئًا ترفيهيًا، ولا هى محصورة في مجال الفلسفة أو العبادة، بل استخدمت للتأثير على النواحى العقلية والعاطفية والجسمانية والحركات اللا إرادية.. حيث إنها لغة الانفعالات والعواطف، فتغير الأحاسيس والانفعالات بشتى أشكالها، المرحة أو الحزينة، الهادئة أو العنيفة، الدافعة إلى الهدوء والتأمل أو الدافعة إلى الحماس والثورة. الموسيقى والعلاج رفيقان، لم يفترقا خلال أحقاب تاريخ الإنسان.. فالموسيقى من أقدم الوسائل العلاجية، لذا استخدمت منذ أقدم العصور بطريقة بدائية.. ثم تطورت إلى ما وصلت إليه في عهدنا هذا، بناء على دراسات وتجارب تقبل المزيد من التطور. وتناولنا العلاج بالموسيقى في الحضارات اليونانية والقبطية والرومانية والحضارة العربية، وأوضحنا مراحل العلاج بالموسيقى خلال ربع القرن الأخير، وتحدثنا عن الاستجابات الموسيقية. وأكدنا أن جميع الكائنات الحية تستجيب للموسيقي، وإن تفاوتت درجات هذه الاستجابة، وقد عبر عن ذلك العالم العربى الكبير، الفارابي، حيث قال «إن في طباع الحيوانات والإنسان إذا طربت صوتت نحوًا من التصويت، كذلك إذا لحقها خوف صوتت صنفًا آخر من التصويت». ثم قامت الدراسات الحديثة لتؤكد نفس الحقيقة.. ففى دراسات «ماكس وجاكسون» أمكن قياس التيارات الحركية داخل الجسم أثناء الانفعالات بالموسيقي. تلك التغييرات تخفيها الملابس، بينما تظهر أحيانًا تلك الانفعالات بطريقة واضحة في صورة الخبط بالرجل أو اليد أو غير ذلك. فالاستماع الموسيقى يحدث انفعالات نتيجة استجابات مختلفة مبنية على أساس إرسال الإشارات العصبية للمخ، فتنعكس على أثرها الاستجابة بطريقة معينة. وبعد تجارب عديدة ثبت أن الانفعالات المختلفة هى ردود فعل معقدة للجسم ككل، وبصفة خاصة للنظام العصبى المركزي. ولأن الأمراض النفسية والعضوية، من الناحية الإكلينيكية، غالبًا ما تكون متشابكة بدرجة وثيقة، مما يجعل من الصعب علاج أحدها دون الآخر، ويوجب ضرورة علاج المريض ككل. فكل مرض عضوى يؤثر على الحالة النفسية للمريض، كما أن الحالة النفسية والمعنوية للإنسان تؤثر إلى حد كبير على مدى استعداده للإصابة بعدد من الأمراض العضوية. فالموسيقى عمومًا عنصر إنسانى، تنساب نغماتها وتتغلغل إلى النفس والجسم لتعطى الأثر المنشود، حتى تصل إلى الهدف النهائى وهو إيجاد التغيير السلوكى المطلوب. بعد كل ما سبق استعرضنا طرق استخدام الموسيقى لعلاج أمراض التوحد والنطق والعظام والأمراض النفسية، ولم يتبق لنا إلا أن نعطى بيانا عمليا لتلك الجلسات التى يقوم بها المعالج بالموسيقى. والتى نبدأ بتحسين الوعى الصوتى وجودة الحياة، وتكون مدة الجلسة ٢٠ دقيقة، والأهداف المرجوة من تلك الجلسة هى أن يكون الطفل قادرًا على تحسين وعيه الصوتى من خلال: الحد من صعوبة تعلم الطفل بعض حروف الكلمات، زيادة إدراك الطفل فينطق بعض الأصوات، زيادة إدراك الطفل لسماع نطق بعض الحروف والكلمات، والوسائل المستخدمة: آلة الأورج، لوحة مكتوب عليها كلمات النشيد، آلات الباند. المترونوم، كروت الحروف، وتكون خطوات سير الجلسة: طرح أسئلة على الأطفال عن مدى حبهم للموسيقى، وهل يحبون حصة التربية الموسيقية ويهتمون بها؟ وهل يستمتعون في حجرة الموسيقى مع أصوات الآلات والغناء؟ نبدأ في سرد «قصة الموسيقى في حياتنا»، وتدور أحداث القصة حول أهمية الموسيقى في حياتنا، وأن الموسيقى توجد في داخلنا وأعضائنا، وحركاتها تدل على التناغم والإيقاع الداخلي، فدقات قلبنا إيقاع، وأصواتنا نغمات، وأن الموسيقى ما هى إلا إيقاع ونغم، كل اسم منا له إيقاعه الخاص، إذ إن أسماءنا بها موسيقى، كلامنا به موسيقى.. حتى أصواتنا تختلف عن بعضها؛ لأن كل صوت له نغماته الخاصة التى تختلف عن الأصوات الأخرى.. حتى خطواتنا بها إيقاع.. حتى الماء له صوت ونغمة خاصة به، والأشجار والطيور لها أصوات ونغمات، وكل الكائنات الحية لها أصوات ونغمات وإيقاعات مختلفة، إذًا في نهاية القصة لا بد أن نعرف أن الموسيقى موجودة في داخلنا، وفى أسمائنا، وفى البيئة المحيطة بنا، وليست الموسيقى في حجرة التربية الموسيقية، وفى النهاية لا بد أن نعرف أن الموسيقى مكوناتها هى الإيقاع والنغم. النغم: هو العنصر اللحنى المرتبط بحدة أو غلظة الصوت، أى درجة الصوت مثل الفرق بين صوت الأب وصوت الابن. الإيقاع: هو العنصر الزمنى في الموسيقى، والذى يحدد طول أو قصر النغمات أو تقسيمها لعدة أزمنة؛ فمثلًا زمن اسم أحمد وإيقاعه يختلف عن اسم مصطفى في الزمن والسرعة. في الأسبوع المقبل نبدأ بالتفصيل جلسة العلاج الأولى.

مشاركة :